للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

حملة تضامن دولية مع المدون الموريتاني محمد الشيخ لوقف الاعدام والافراج عنه


أثارت قضية المدون الموريتاني "محمد الشيخ ولد مخيطير" المحكوم عليه بالإعدام انتباه رواد الفايس بوك المغاربة إلى درجة أن بعضهم خصص لها تدوينات مطولة عبروا فيها عن رأيهم من المقال الذي قاد المدون الموريتاني إلى حبل المشنقة.

وأوضح هؤلاء بعد إطلاعهم على نص المقال المشور اسفله أنه لا وجود بين سطوره لأي شيء يشير إلى أن المدون محمد الشيخ ولد مخيطير أنه أساء للرسول الكريم، او الزندقة و هي التهمة التي حكم بها باطلا، مضيفين أن المدون قام فقط بسرد وقائع تاريخية اعتمادا على أحاديث صحيحة وروايات تاريخية ذات مصداقية.

ورأى العديد من المثقفين والكتاب و الصحفيين أن تهمة الزندقة والإساءة للرسول كانت مجرد ذريعة للتخلص من مدون مشاغب بنقاشه الساخن الذي اثاره حيث إمتلك ما يكفي من الجرأة لتسليط الضوء في مقاله على واقع التهميش الذي تعيشه بعض الطبقات الإجتماعية في موريتانيا، ومن بينها طبقة "الحدادين" التي ينتمي إليها المدون محمد الشيخ ولد مخيطير المدان زورا و بهتانا بالإعدام لارضاء الحركات الظلامية المتشددة.

هذا ويذكر أن محكمة جنايات بموريتانيا أدانت، يوم الأربعاء المنصرم، محمد الشيخ ولد مخيطير بالإعدام بعد متابعته في حالة اعتقال بتهمة "الإساءة إلى الرسول محمد".


من غير المعقول أن يحاكم مدون شاب بالإعدام على خلفية مقال نقدي، لا جديد فيه باعتبار ان مقالات كثيرة سبق و ان نشرت في مواقع إلكترونية أخرى كانت أكثر لذعا في انتقاد الدين من مقال الشاب الذي حاول الاجتهاد في نقاشه الخاص في توضيحه الفرق بين الدين و التدين نقضا منه لعلاقة الميز في حق شريحة اجتماعية (طبقة الحدادين) مستندا في ضحض الأمر على نصوص من التراث الإسلامي اعتمادا على مرجع خاص للدكتور عبد المجيد النجار في التمييز بين مفهومين في الحقل الديني هما الدين والتدين: "الدين هو ذات التعاليم التي هي شرع إلهي  والتدين هو التشرع بتلك التعاليم ".
وهي توطئة على أساسها ناقش الكاتب  "محمد الشيخ ولد مخيطير" ما سماه مرحلة الدين بناءا على سيرة النبي محمد من خلال رصد بعض التناقضات التي حكمت تدبير الغزوات النبوية كاشفا الضوء على عيوب جمة في العدالة الدينية من خلال الكيل بمكيالين: النبي تجاه أبناء قبيلته قريش، برغم العداء الذي لاحقه منهم من جراء دعوته، في فتح مكة مثلا، وعلى ضوء نصيحة مستشاره أبي بكر الصديق باعتبار أهل مكة هم الأقارب، أبناء العم والعشيرة والإخوان... إلخ، تعامل معهم بالسماحة بينما تعامل مع قبيلة بني قريظة، على الرغم من انهم فقط تحالفوا مع قريش، بإصدار أوامر للرماة بإعدامهم جميعا وسبي أطفالهم، وطبيعي أن الكاتب وضع مقارنات عديدة تثبت سياسية الكيل بمكيالين لدى النبي محمد معتمدا وقائع وأحاديث ملأت رفوف المكتبات الإسلامية.

 وعليه، فإننا نستنكر عقوبة الإعدام الصادرة في حق المدون محمد الشيخ ولد مخيطير وندين مثل هذه الأحكام التي تستهدف حرية الرأي و التعبير من جهة وتصادر حق الحياة لكاتب جريئ ذنبه الوحيد أنه قال رأيه في امور تهم الدين مدعما قوله بالأدلة والحقائق التاريخية .

 ندين تواطئ السلطات الموريتانية في اصدار مثل هذه المحاكمات الفاشية والعنصرية وندعوها للتدخل فورا و نطالب بإطلاق سراح الكاتب محمد الشيخ بن محمد كما نهيب بكل الهيئات و المنظمات و الجمعيات و الاطارات الحقوقية و الانسانية و الديمقراطية والتقدمية و المدنية و بكل الضمائر الحية لاطلاق حملة دولية واسعة لأجل وقف الحكم والضغط على النظام الموريتاني لأجل التوقف على إصدار عقوبة الإعدام في حق مواطنيها وكذا التوقيع على المواثيق الدولية لمناهضة حق الحياة . 

و اليكم نص "الدين و التدين و -لمعلمين" للكاتب محمد الشيخ بن محمد 

لا علاقة للدين بقضيتكم أيها لمعلمين الكرام فلا أنساب في الدين و لا طبقية و لا "أمعلمين" و لا "بيظان" و هم يحزنون......
مشكلتكم إن صح ما تقولون يمكن إدراجها فيما يعرف بـ"التدين"......
تلكم أطروحة جديدة و قد وجدت من بين لمعلمين أنفسهم من يدافع عنها....
حسنا....

دعونا الآن نعود للدين و التدين حتى نتبين موقع الأنساب و الطبقية من الدين...
ما هو الفرق بين الدين و التدين...؟

يقول الدكتور عبد المجيد النجار (إن حقيقة الدين تختلف عن حقيقة التدين ؛ إذ الدين هو ذات التعاليم التي هي شرع إلهي، والتدين هو التشرع بتلك التعاليم ، فهو كسب إنساني. و هذا الفارق في الحقيقة بينهما يفضي إلى فارق في الخصائص، واختلاف في الأحكام بالنسبة لكل منهما)(كتاب الأمة).
إذن: الدين هو وضع إلهي و التدين كسب بشري.....
متى كان الدين و متى كان التدين...؟
مما لا شك فيه أننا إذا قسمنا الفترة الزمنية للإسلام إلى قسمين سنجد:
- فترة حياة محمد و هي فترة دين
- ما بعد محمد و هي فترة تدين
تعالوا بنا لنأخذ بعض المشاهد من عصر الدين:
الزمان: بعيد معركة بدر 624 ميلادية
المكان: يثرب
ماذا حدث ؟
الأسرى من قريش في قبضة المسلمين، و الحكم قد صدر بمايلي:
قال المستشار الأول لرسول الله أبو بكر الصديق: "يا رسول الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدًا".
ملاحظة: من هم الكفار إذا هنا في رأي أبي بكر....؟
ثم كان بعد ذلك قرار أبي بكر هو القرار النهائي مع إضافة عملية التعليم لمن لا يملك المال.
لكن مهلا.... لقد كانت هنالك حالة استثنائية فقد أرادت زينب بنت رسول الله افتداء زوجها أبي العاص بقلادة لها كانت عند خديجة ، فلما رآها رسول الله رقّ لها رقّةً شديدة ، وقال لأصحابه :( إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فوافقوا على ذلك )، رواه أبو داود .
برأيكم ما هذا الاستثناء.....؟
الزمان: 625 ميلادية
المكان: أحد
الحدث: قتال بين المسلمين و قريش
قريش في مواجهة المسلمين انتقاما لبدر و رغبة في القضاء على محمد و أتباعه
هند بنت عتبة تستأجر وحشي لقتل حمزة مقابل حريته و مكافأة مالية تتمثل في حليها
هند تصل للهدف و تمثل في جثة حمزة.
و بعد سنوات عدة و أيام ما يعرف بفتح مكة دخلت هند في الإسلام لتنال اللقب الشهير "عزيزة في الكفر ... عزيزة في الإسلام"
أما وحشي فأمره النبي أن يتوارى عن أنظاره عند دخوله الإسلام
هند قرشية و وحشي حبشي و إلا فما هو سبب التمييز بينهما و هم في الجرم على الأقل سواء أو إن شئتم الدقة فهند هي المذنب الحقيقي و ما ذنب عبد مأجور.
دائما و في نفس المعركة – أحد- و لنقارن ما حدث لـ"وحشي" مع دور شخص آخر هو خالد بن الوليد حيث أن هذا الرجل كان السبب الرئيسي في هزيمة المسلمين في "أحد" و قتل عددا من المسلمين و عند دخوله الإسلام أخذ اللقب الشهير "سيف الله المسلول" ، فلماذا لا يتم استقبال وحشي و يأخذ مثلا لقب "حربة الله التي لا تخطئ الهدف".....؟.
المكان: مكة
الزمان: 630 ميلادية
الحدث: فتح مكة
ما هي النتيحة....؟

نال أهلُ مكة عفوًا عامًّا رغم أنواع الأذى التي ألحقوها بالرسول محمدٍ ودعوته، ومع قدرة الجيش الإسلامي على إبادتهم، وقد جاء إعلان العفو عنهم وهم مجتمعون قرب الكعبة ينتظرون حكم الرسول محمد فيهم، فقال: «ما تظنون أني فاعل بكم؟»، فقالوا: «خيرًا أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ»، فقال: «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ» و عبارة "اذهبوا فأنتم الطلقاء" وقد ترتب على هذا العفو العام حفظ الأنفس من القتل أو السبي، وإبقاء الأموال المنقولة والأراضي بيد أصحابها، وعدم فرض الخراج عليها، فلم تُعامل مكة كما عوملت المناطق الأخرى.

المكان: حصون بني قريظة
الزمان: 627 ميلادية
الحدث: إبادة بني قريظة
السبب : 1- تآمر رجالات من بني قريظة ضد المسلمين في حصار الخندق _ هم القادة فقط إن عممنا مع العلم أن هنالك آية تقول : " و لا تزر وازرة وزر أخرى...."-
2- وقد ثبت أن النبي قال لليهود وهو مشرف على حصون بني قريظة وقد حاصرهم :" يا إخوة القردة والخنازير و عبدة الطواغيت أتشتمونني ؟ قال فجعلوا يحلفون بالتوراة التي أنزلت على موسى : ما فعلنا ويقولون يا أبا القاسم ما كنت جهولا ثم قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرماة من أصحابه . 
وقد ناداهم بذلك لشتمهم إيَّاه. (الطبري(2/252) تحقيق الشيخ أحمد شاكر، وذكره ابن كثير بتحقيق الوادعي:(1/207)
أريد هنا قبل أن أواصل أن أشير إلى أننا في سياق الحديث عن النبي فنحن نتحدث عن ما يمكن تسميته "العقل الشامل" بدليل أنه لا ينطق عن الهوى.
و نعود للمقارنة بين الحالتين – مكة و بني قريظة-:
بنو قريظة هموا بالتمالؤ – و الأمر لم يحدث - مع قريش من أجل القضاء على محمد و دعوته. فتم العفو العام عن قريش و نفذ الإعدام في بني قريظة سيان من هم بنقض العهد أو من لم يهم بذلك فقد تم الحكم على بني قريظة، فقتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم، فكان يكشف عن مؤتزر المراهقين فمن أنبت منهم قتل، ومن لم ينبت جعل في الذراري، الراوي: - المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - لصفحة أو الرقم: 6/670 خلاصة حكم المحدث: صحيح مشهور.
وهذا غلام ويُدعى عطية القرظي، لم يُقتل لأن المسلمين كشفوا عن عورته و لم يجدوا شعراً (دليل البلوغ) فنجا من السيف المحمدي.
عن عطية القرظي، قال: كنت من سبي قريظة، عرضنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانوا ينظرون؛ فمن أنبت الشعر قتل، ومن لم ينبت لم يقتل، فكشفوا عانتي، فوجدوها لم تنبت، فجعلوني في السبي. الراوي: عطية القرظي المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - لصفحة أو الرقم: 3901 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.
قريش واجهت المسلمين في أكثر من معركة و حاصرتهم حصارا شديدا في الخندق و في بدايات الدعوة انتدبت أربعين شابا لقتل محمد ليلة الهجرة و قبل الهجرة و في مكة قتلوا و عذبوا المسلمين أشد تعذيب و في فتح مكة وجدوا أمامهم أخا كريما و ابن أخ كريم فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء.
بني قريظة فقط هموا بالتحالف مع المشركين فكان جزاءهم القتل الجماعي.
أين راحت الرحمة.....
أم أن للأخوة و "أَتْبَنْعِيمَه" دورها في "العقل الشامل/المطلق".

و كخلاصة:
إذا كان مفهوم " بنو العم والعشيرة والإخوان" يجعل ابا بكر يحجم عن قتل المشركين
و علاقة الأبوة بين زينب و الرسول تمنحها إطلاق سراح زوجها مجانا ، و الانتماء القرشي يعطي ألقاب البطولات للقرشيين و يمنعها عن الحبشيين.
و الأخوة و علاقة الدم و القربى تمنح حق الرحمة لقريش في الفتح و تحرم بني قريظة من ذلك الحق.
و كل هذه الأمور تتم في عصر الدين فما بالك بعصر التدين.
إخوتي
أريد فقط أن أصل معكم – و أخاطب لمعلمين أساسا – أن محاولة التفريق بين روح الدين و واقع التدين هي محاولات "طيبة لكنها لا تنافس" فالحقائق لا يمكن طمسها، و هذا الشبل/البيظاني من ذاك الأسد...
و أن الذي يعاني يجب أن يكون صريحا مع ذاته في سبب معاناته مهما كان السبب، إذا كان الدين يلعب دورا فلنقلها بأعلى صوت: يلعب الدين و رجال الدين و كتب الدين أدوارهم في كل القضايا الاجتماعية من: قضايا لحراطين و لمعلمين و إيكاون الذين لا زالوا صامتين رغم أن الدين يقر بأن مأكلهم حرام و مشربهم حرام و عملهم حرام....... 



مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes