للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

فيلم "بويهود" المتوج ب3 جوائز برصده للزمن على وجوه ابطاله الذين رافقتهم الكاميرا 12 عاما

التطور الطبيعي لبطل الفيلم الطفل ميسن


اعتاد المرء أن يتصفح ألبوم صوره ليلحظ تغير شكله مع مرور السنين أو آثار الزمن على أقاربه ومعارفه. ولم يكن أحد ليتوقع أنه سيكون يوما باستطاعة مرتادي قاعات السينما تتبع شريط حياة طفل على مدى 12 سنة متتالية على الشاشة الكبيرة.
لقد جعل المخرج الأميركي ريتشارد لينكلاتر من هذا الحلم حقيقة. وأحدث ثورة في تاريخ السينما من خلال تتبع مراحل حياة الطفل ميسن وعائلته لأكثر من عقد من الزمن. و كانت نتيجة هذه المغامرة السينمائية في فيلم "بويهود" تتويجه بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم درامي الأحد وهو يعتبر الفائز الأكبر خلال الحفل مع حصوله على ثلاث جوائز.

ويذكر ان كاميرا المخرج الأميركي صاحبت ميسن منذ سن السادسة إلى الـ18 ليراه المشاهد يكبر وفق سياق عمره الطبيعي وكل ما يرافق ذلك من تغيرات نفسية وجسدية. 
حيث ركزت عدسة لينكلاتر طيلة هذه السنين على الأثر الذي يخلفه الزمن الحقيقي في حياة الممثلين وشكلهم، دون السعي إلى إخفاء ذلك وراء المساحيق والإكسسوارات. 
كما تميز هذا الفيلم عن غيره أنه أنجز بنفس الممثلين منذ بداية التصوير سنة 2002 إلى غاية 2013. 

إنها دعوة للمشاهد للتأمل في الزمن ومروره من خلال نمو ميسن فيهي قصة بسيطة لتجربة سينمائية فريدة، و يتميز الفيلم، حسب رأي السينمائيين، ليس فقط بتنقلاته الدرامية ودلالاته السينمائية العميقة، بل بسرديته البسيطة حيث ان الفيلم يروي قصة الطفل ميسن وأمه أوليفيا المنفصلة عن الأب والتي تحاصرها أعباء الحياة المتسارعة وخساراتها الأليمة وتحلم برجل ينقذها من براثن العوز. ولكن ميسن لازال صغيرا ليدرك كل هذه الأمور ويقضي يومه في افتعال المشاكسات مع شقيقته الصغرى سامانثا، ويتعرض الطفل المرهف لصدمة كبيرة، حين تقرر الأم العودة إلى الجامعة والانتقال إلى مدينة أخرى للعيش رفقة زوج جديد سرعان ما يتحول إلى سكير وشخص عدواني. 
ومع دخول مرحلة المراهقة، تختلط الأمور في ذهن ميسن الذي أصبح يواجه تحولات جسدية وحاجات نفسية مختلفة عن ذلك الفضاء الطفولي الذي غادره، ولم يشر المخرج ولو مرة واحدة إلى التغير الزمني، تاركا للمشاهد متعة التمييز بين الحقب من خلال تغير الملامح والسلوك والمشاعر.

وعبر مجموعة من المغردين من دول مختلفة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن تحمسهم لمشاهدة الفيلم على الشاشة الكبيرة، وقال أحد المغردين إن الشريط يستحق طول الانتظار.، ووجه مغرد آخر دعوة للكل لمشاهدة الفيلم فور خروجه إلى قاعات السينما، و اعتبره مسلسلات توارثتها أجيال من المشاهدين، كما قال مغرد اخر انه إذا كانت فكرة المخرج ريتشارد لينكلتر جديدة على السينما، فهناك من سبقه إليها في التلفزيون بالولايات المتحدة وأنتجوا مسلسلات توارثتها أجيال من المشاهدين. 

وأشهر مثال على ذلك المسلسل General Hospital، الذي دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لكونه أطول إنتاج أميركي ساري البث، وبثت أول حلقة من هذا المسلسل في الفاتح من نيسان/أبريل 1963 على قناة "أي بي سي" الأميركية التي لا تزال تعرضه إلى حد اليوم. وتجاوز عدد حلقاته الـ13 ألفا إلى غاية التاسع من أيار/مايو 2014، وقد احتفل فريق العمل العام الماضي بالذكرى الـ50 لعرض المسلسل. 
وللإشارة، لا يزال المسلسل يحظى بشعبية كبيرة لدى المشاهدين في أميركا، حسب ترتيب نيلسون لنسب مشاهدة المسلسلات الأميركية. ويشغل مسلسل أميركي آخر وهو Guiding light، الذي تم وقف بثه سنة 2009، المرتبة الأولى في موسوعة غينيس كأطول مسلسل في تاريخ التلفزيون بالولايات المتحدة. وبدأ عرض المسلسل سنة 1952 بعد 15 سنة من البث على أمواج الإذاعة.

ويأتي في المرتبة الثانية لأطول مسلسل بث على الشاشة الصغيرة في الولايات المتحدة مسلسل As the world turns الذي شرعت قناة "سي بي سي" في بثه في الثاني من نيسان/أبريل 1956 إلى غاية 17 أيلول/سبتمبر 2010، وتجاوز عدد حلقاته 13 ألفا و800 حلقة. 
إنه تحدي الكاميرا للزمن بكل مقاييسه وتأثيراته لمنح الفرجة. فرجة قد تكون ممزوجة ببعض الـتأمل حول ما سيؤول إليه الفرد بعد بضعة سنين.

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes