للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

مناضلو الحركة الطلابية بين مطرقة القمع الرسمي و سندان القمع الخاص ! لـ مصطفى بنصالح




ما وقع مؤخرا بجامعتي فاس و وجدة ، لا يمكن إلا أن يثير الاشمئزاز حيث وجبت الإدانة لهكذا أفعال قمعية واستئصالية تريد الاستفراد بالرأي و بالتالي منع الرأي الآخـر أو الآراء المخالفة الأخرى... بل أكثر من ذلك ، يتم عقاب أصحاب الرأي الآخر و إجلائهم، ليس من الجامعة فقط ، بل و من المدينة الجامعية !

هذا ما تعرض و يتعرض له بعض المناضلين الذين قرروا السباحة عكس التيار، و الإشهار بمواقفهم و تقييماتهم ضدا على الرأي السائد و المهيمن... أصحاب الرأي السائد لم يتمالكوا أعصابهم فاستلوا السيوف و حشدوا الخناجر و " الزبابير" بحثا عن " الكفار و الزناديق " لتأديبهم بعد أن مرقوا و مسوا بالمقدسات " القاعدية" !.

و عجبا لهذه المفارقات و هذا التناقض الصارخ بين الادعاءات و بين الممارسات.. عجبا أن يتكلم المرء و يستنجد بحقوق الإنسان ، و ينخرط بإحدى الجمعيات المدافعة عن الحقوق الديمقراطية و الحقوق الإنسانية .. عجبا أن يكثر الصخب و الضجيج حول التعذيب و ما يفعله الجلادون ببعض المعتقلين.. عجبا أن نسكت عن ميليشيات " مناضلة " تتعقب المناضلين الطلبة لتؤدبهم عبر الوخز و " التشرميل " عقابا على تصريحاتهم المناقضة لتصريحات الزعيم أو الزعماء الصغار ... عجبا أن نغض الطرف أو نستصغر ممارسات من هذا النوع تخلى عنها النظام " اللاوطني و اللاديمقراطي و اللاشعبي" بعد أن أعياه صمود المناضلين في الساحة و السجون لسنوات و عقود .. كالطرد من الجامعة ثم المتابعة و الملاحقة لحد الاعتقال أو النفي من المدينة أو البلد ككل. فمن ينعت النظام باللاديمقراطي يجب أن يقدم بديله للديمقراطية المنشودة ، من خلال ممارسة بديلة ، و ليس من خلال وعود أو من خلال التغني بثورة لا ملامح ديمقراطية لها ، إذا كانت ، و الحال هذا هو الواقع، في أصلها مستبدة تمنع الرأي المخالف و تعاقب عليه .

لقد كانت المنظمة أوطم مدرسة راقية للتربية على الديمقراطية ، و لقد أنتجت خلال مسيرتها نهجا ديمقراطيا ، تشرفنا و نتشرف بالإنتماء إليه و بالنضال في صفوفه.. دافعنا عن الديمقراطية و جسدناها عمليا عبر الإشراك لجميع الفعاليات الطلابية و تبويئها مراكز القرار داخل هياكل أوطم ، حيث كان " النهج الديمقراطي القاعدي" أول من دافع عن تمثيلية جميع مناضلي أوطم بدون استثناء غير المنتمين لأية لائحة طلابية انتخابية. و لم تكن القاعدية مجرد تغريدة و لم يكن البناء التنظيمي القاعدي مجرد هيكلة نقيضة للبيروقراطية ، فمن يتمعن جيدا في البناء القاعدي الذي اقترحه المؤسسون الفعليون و ليس المدعون بأنه تجسيد للديمقراطية في أرقى مظاهرها ، لأنه ديمقراطية استيعابية و اشراكية لجميع المكونات الطلابية ، منتمية كانت أو غير منتمية.

هي ذي الديمقراطية الحقة التي لم تكن تمنع أو تجثت. و إذا كانت حريصة و مدافعة إلى أقصى حد عن الحريات الديمقراطية و عن حرية التعبير و عن حرمة الجامعة .. فذلك لأنها كانت ديمقراطية فعلا، تمارس الصراع وفق منظومة وحدة – نقد- وحدة ، ضمن الإطار الجماهيري الذي يوحد الجماهير الطلابية و نضالاتها  أوطم . 

و إذا كانت كل الظروف الآن تدعو الجماهير الطلابية إلى توحيد صفوفها من أجل خوض المعارك من أجل تحقيق مطالبها و الدفاع عن مكتسباتها ، حيث أصبحت الجامعة المجانية مهددة، و كذا الحق في التعليم ، إضافة للإغتصاب المتكرر و الممنهج الذي تتعرض له حرمة الجامعة .. فما كان على بعض الفصائل و الفعاليات أن تشوه اسم أوطم، وتاريخ الحركة القاعدية بهكذا ممارسات و هكذا ملفات تثير الشبهة و الإشمئزاز .

و في هذا السياق ندعو جميع الرفاق الوحدويين ألا ينساقوا لردود الأفعال ، و بأن يقدموا أرقى الممارسات التي تعبر عن مستوى النضج المطلق و ما تستلزمه المرحلة من توجيه لكافة الرماح و الحراب و " الزبابير " في اتجاه صدر النظام و ليس لجسد مناضل " لا حول له و لا قوة" بعد ان تستوقفه جماعات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر " القاعدية "! و تفعل به ما تريد في جنح الظلام .

و نعتذر لجميع الرفاق في الحركة القاعدية الذين تحمسوا و مازالوا لهذا الإسم و هذه الصفة التي قاومت على مدى سنين جميع حملات التشويه و التوظيف و الإرتزاق.. إلخ بعد أن تقلدها أبطال و شهداء من طينة بلهواري و شباضة و الدريدي و بوملي و بنعيسى و الكاديري .. إلخ.

فلا مجال ، من أجل التقدم في نضالاتنا دفاعا عن الجامعة سوى الوحدة النضالية على أرضية برنامج نضالي موحد .. وحدهم البلهاء التافهين الذين يعتبرون أن الوحدة الطلابية المنشودة ، وحدة اندماجية تطلب من الفصيل التنازل في " ثوريته" أو الانسلاخ عن إديولوجيته .. فالوحدة التي ندافع عنها ، لن نسمح من خلالها و عبرها ، بالمس بحرية التعبير و الفكر و المعتقد .. ضمن المبادئ الأوطمية الأربعة . و لن نسمح تجسيدا لهذه الوحدة و هذه الديمقراطية بالعنف إلا دفاعا عن حرمة الجامعة و عن حقها في الوجود ، كمنبت لمشروع الحرية و الأنوار و الفكر الحر .

فمساندتنا بالتالي مبدئية و غير مشروطة لجميع الرفاق الذين تعرضوا للقمع و البطش .. ما نتمناه هو أن يصبح هذا الموقف غير المشروط قناعة لدى مجموع الفصائل ، و ليس ارتباطا بالمكانة التي يحتلها فصيلهم في موقع من المواقع .. هذا ما نسميه في رأينا ، الموقف المبدئي و غير المشروط ، عوض موقف " أنصر أخاك ..".

مصطفى بنصالح
21- 01 - 2015

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes