للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

فوز حزب سيريزا اليوناني يوجه صفعة موجعة للبرجوازية الأوروبية المتعفنة لـ رفيق حمدوني


حزب "سيريزا" اليساري ( ائتلاف اليسار الراديكالي) في الانتخابات التشريعية اليونانية يوجه صفعة موجعة للبرجوازية الأوروبية المتعفنة.


شكلت الانتخابات التشريعية التي جرت في اليونان استفتاء على سياسة التقشف التي تنتهجها حكومة اثينا بايعاز من الاتحاد الاوروبي، و الآن تخوف هذا الأخير في فوز سيريزا لا يقتصر فحسب على إمكانية تعمق الأزمة المالية لليونان،حسب ما يعتزم ولكن الحقيقة هي الجرأة التي اكتسبتها الحركات المناهضة للتقشف بعد الفوز الساحق للحزب، فالعديد من المناهضين لسياسات أوروبا أصدروا بيانات ابتهاج بنتيجة الانتخابات اليونانية، فقال بابلو إجليسياس، قائد الجناح اليساري بحزب "بوديموس" الإسباني: أخيرا اليونان سيكون لها زعيما حقيقيا، ليس مندوبا للمستشارة الألمانية ميركل وغيرها من الإمبرياليين.

و بالإضافة الى ردود الأفعال التي عبر عنها مواطنو اليونان كان أهمها المواطنة الي أبكت ملايين اليونانيين التي سردت مجموعة من المعطيات بشكل درامي : موجهة حديثها إلى رجال السياسة، ورؤساء الأحزاب الذين يبذلون جهدا غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة لكسب أصوات الناخبين: «أين أنتم عندما غادر أولادنا إلى الخارج كمهاجرين يبحثون عن حياة أفضل كريمة وتركوا البلاد؟!».
وتضيف في تساؤلاتها: «أين أنتم من المؤسسات الخيرية التي ازدحمت على آخرها من أبناء الشعب اليوناني ليحصلوا على وجبة طعام؟! أين أنتم من الأسر والعائلات اليونانية التي تفترش الأرض وتلتحف السماء في الشوارع بعد أن أخذت البنوك بيوتهم؟!»، وتقول: «أين أنتم حينما تم قطع الكهرباء عن الأسر والعائلات التي لم تستطِع سداد فاتورة الكهرباء ولم يتمكن أبناؤهم من متابعة دروسهم التعليمية؟ أين أنتم من هؤلاء الذين انتحروا وأنهوا حياتهم لأنهم لم يستطيعوا سداد ديونهم؟».

و من خلال ما سبق فهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الشعوب الأوربية يئست من من السياسات التفقيرية للنظام الرأسمالي المتوحش ، حيث الأزمة الاقتصادية هي أزمة بنيوية شاملة التي لازمت النظام السياسي في معظم الدول الراسمالية وهو واقع يشير إلى الترابط العضوي بين فقدان الحرية السياسية، والخضوع للقوى الأجنبية التي تعمل على تكريس واستمرار علاقة التبعية ، حتى ولو اضطرت أحياناً إلى استخدام القوة لمواجهة الحركات والتيارات المحلية الرافضة لهذا النمط من العلاقات مع الخارج كما حدث في اليونان و غيرها من الدول التبعية ، و مع فوز الائتلاف اليسار الرديكالي في صيغة جبهة موحدة أمر يشير إلى اقتراب نهاية مرحلة في بنية الدولة وظهور أخرى، لعل فكرة ''الإصلاح'' المفروض عليها من الخارج هو مجرد أحد ملامحها الأولية. إذ لم تعد القضية هنا مجرد قضية سياسية جزئية، في أفضل الأحوال مجرد سياسة محكومة بنفسية نفعية عابرة ترمي بالدرجة الأولى إلى تكريس مراكز النخب الحاكمة، وتمكينها من الاستمرار بالسلطة لكن تبقى مجرد ترقيعات مرحلية على إعتبار الرأسمالية تحمل في بنيتها الداخلية بذور أزمة بنيوية متجددة لا يمكن تجاوزها إلا بتجاوز النمط الرأسمالي..

فهل نشهد عصر آخر ؟ بعد بروز البرجوازية و إقتراب نهايتها ؟

رفيق حمدوني

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes