للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

تسريبات باناما تكشف حقيقة تبعية و تدجين الصحافة بالمغرب


اغلب المنابر الاعلامية في العالم انكبت على نشر و تحليل تسريبات المعروفة بـ "وثائق باناما" المنتسبة لشركة "Mossak Fonseca"، غير أن الصحافة في المغرب إختارت في معظمها تجاهل هذا الملف أو التعامل معها بإستخفاف و تبخيس لأهميتها لا لشيء الا لورود اسم محمد منير الماجيدي السكرتير الخاص للملك محمد السادس ضمن لائحة الاسماء المتهمة بالتهرب الضريبي و المعاملات  المشبوهة.

و يكشف هذا الحدث مرة أخرى أنه لا توجد في المغرب صحافة مستقلة، و أن المنابر المستقلة القائمة حاليا جد قليلة ان لم نقل انها منعدمة رغم وجود آلاف الصحفيين ومئات الجرائد و المجالات و عشرات الإذاعات و المواقع الالكترونية في المغرب، فيما أن دائرة القراء ضيقة جدا، و لا تتجاوز بضعة آلاف مما يؤكد تصريحات عبد الكريم الأمراني مدير الأحداث المغربية السابق، حول تبعية جميع المنابر الصحافية في المغرب للدولة بطريقة أو بأخرى...

و يرجع غياب تغطية احداث "وثائق باناما"من طرف الصحافة المغربية، الى أن اغلب الصحافيين في المغرب أصبحوا عبيد المخزن يخافون من تناول الموضوع الذي سيحرمهم من دعم الدولة المباشر الذي يصل الى حوالي 60 مليون درهم في السنة، اضافة الى الإشهار والدعوات والسفريات لحضور التظاهرات الرسمية و كذلك المستقبل المهني، الى جانب ذلك ان الصحافي المستقل لن يجد عملا لكون جل المنابر الاعلامية مملوكة لنفس اللوبي المخزني.

و ليس الخوف من المتابعة القضائية و الطمع وحدهما كافيان لتفسير غياب تغطية و تحليل ماورد في وثائق باناما، مع العلم ان هذه التسريبات ليس فقط عليها إقبال دولي، و إنما هي موثقة بالأدلة و الحجج في أدق التفاصيل. و لكن الكفاءات البشرية المحدودة و المستوى التعليمي و التكويني الهزيل الطاغي على الصحافة "النظامية" لا يسمح بإدراك هذا الأمر. و بالتالي فالصحفي المتوسط لا يثق بنفسه بما فيه الكفاية لكي يتكلم على هذا الموضوع، لأنه غير واثق من إدراكه و إحاطته بفحوى هذه التسريبات. و يشبه التعامل مع وثائق باناما التعامل مع ويكيليكس.
 
 و قد صدرت منذ 7 سنوات، أكثر من ألف وثيقة عن مصادر جد موثوقة، وهي مسربة من السفارة الأمريكية،  الا ان  الصحافة المغربية تجاهلت في معظمها جميع ما ورد فيها، و كان ذلك جزئيا بسبب ضعف مستوى الصحافيين، الذين يتم توظيفهم في المنابر الرسمية والشبه الرسمية و الذين لا يمكن لهم الإلمام و الإحاطة بما ورد في تلك الوثائق بسهولة.

كما تبين هذه الاحداث كيف أن الأمول الضخمة التي يصرفها النظام المخزني على الصحافة المدجنة تجد تبريرها في مثل هذه المناسبات، وذلك لتفادي تغطية كل ما يحرج النظام المخزنية، اضافة الى السيطرة على مزاج الرأي العام و توجيهه حسب مصالحه.

 بتصرف

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes