للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

الهمة يسعى والماجيدي يصدق مايسة سلامة الناجي


نحن هنا لا نهاجم أحدا إنما نحاول التواصل عبر التساؤل، التواصل الذي وقى المغرب شر الفتنة.

عمّمت المصادر الإعلامية المغربية يوم 31 مارس الماضي خبر سفر مستشار الملك عالي الهمة للقاء العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، حاملا رسالة ملكية. أرادت الجهات التي عممت الخبر أن يعلم الشعب المغربي الخبر، لكن أبت أن تذكر محتوى الرسالة. وعموما الأمر شبه مفهوم.. فقد سرب قبل ذلك مراسلات للخارجية المغربية على تويتر جاء في إحداها رسالة ملكية إلى ملك السعودية عام 2012 حملها الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية السابق والمستشار الحالي (والذي كان يستغل تلك الزيارات ليحصل على بقشيش لتأسيس مؤسسة أمديوس لابنه)، جاء في مضمون الرسالة الملكية: "طلب مساعدة مادية لتجاوز المصاعب الاقتصادية التي يواجهها المغرب".

ليتأكد سبب سفر الهمة بعد أيام، يوم 6 أبريل تم تعميم خبر منح السعودية للمغرب "هبة لا تُسترد" بقيمة 230 مليون دولار، قال وزير المالية عفريت حكومة بنكيران محمد بوسعيد إنها مساهمة السعودية لعام 2016 من مجمل المساهمات التي وعدت دول الخليج بدفعها للمغرب، ويقصد بهذه المساعدات مبلغ 1 مليار دولار التي اتفق مجلس التعاون الخليجي دفعها للمغرب على 5 أعوام، و5 ملايير دولار للأردن على نفس المدة، وذلك بعد وعد المجلس المغرب والأردن عام 2011 بضمهما إليه، ثم تراجع عن ذلك بسبب البعد الجغرافي وفقر البلدين اقتصاديا عن مواكبة استثمارات وتحركات الخليج.. في وقت كانت السعودية ومن حولها يحاولون التكتل لإنقاذ أنفسهم من رياح الربيع العربي وإنقاذ ما سمي ب"الملكيات السنية"، في تكتل سيظهر بعد ذلك أنه تحالف حربي.

وهكذا فقد جاءت هذه الهبة كجزء من تلك المساعدات التي لم تدفعها السعودية عام 2015 كما جاء على لسان مسؤولين مغاربة ـ موقع رويترز. يمكن فهمه لأسباب عدة، وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وانشغال آل سعود بإعادة تثبيت أنفسهم على الكراسي وتوزيع المناصب، وخجل المغرب من طلب الهبة في تلك الظروف؛ انهيار أسعار براميل النفط وأسهم شركات دول المنطقة واهتزاز اقتصاداتها؛ استنزاف السعودية لمواردها إبان دخولها حرب اليمن، والتي يشاركها المغرب جنوده في الصفوف الأولى طعما للألغام والرصاص. كما يمكن فهمه بتحركات المغرب السنة الفارطة بمحاولات التطبيع مع إيران بفتح سفارتها مباشرة بعد توقيع الاتفاق النووي الأمريكو إيراني، ومحاولة المخابرات المغربية احتواء الأقليات الشيعية بالمغرب عبر السماح لهم بممارسة نشاطاتهم الدعوية عبر إنشاء مؤسسة الخط الرسالي، ثم بممارسة السياسية أولا عبر حزب الاشتراكي الموحد (وعلى ما يبدو أن الأمر فشل)، ثم عبر حزب عرشان (وفشل الأمر أيضا بسبب عمل الحزب على احتواء سلفيين ولا يمكن جمع ما لا يجمع).. على أساس أنهم سيعملون تحت سقف ثوابت المغرب: الملكية والصحراء المغربية. ولربما غضبت السعودية من هذه التحركات فقطعت عنا المزيودة.

الملك قام بنفس الخطوة قبل ذلك عام 2009، حسب تسريبات ويكيليكس لمراسلات السفارة الأمريكية بالمغرب، (كل شيء منشور مجانا على النت)، بأن أرسل مبعوثه الخاص لطلب هبة من السعودية قدرت حينها ب500 مليون دولار مباشرة بعد قطع المغرب علاقاته مع إيران. واليوم، وبعد تعميم خبر تلقي الهبة السعودية التي وصفها الإعلام بهبة "لا تسترد" ولم نفهم معنى هذه الكلمة، ويوم 9 أبريل أي أمس السبت، تم تعميم خبر كون المغرب أيد السعودية في تصنيف حزب الله اللبناني في خانة التنظيم الإرهابي! يعني أن الهبة تسترد (مضحك). وفي وقت قطعت السعودية مساعداتها المادية عن لبنان وأعلنت شهر فبراير الماضي عبر وزارة خارجية بلاغا لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان ومن المقيمين به المغادرة. أي وكأن المغرب يتاجر بمواقفه من إيران، أي وكأننا نزج بأنفسنا وجنودنا في حروب آل سعود الطائفية مقابل الدولار!

أي وكأن الهمة ذهب إلى السعودية بقربان موقف المغرب من حزب الله لكي يجلب لخزينتنا الدعم لإكمال المشاريع والأوراش التنموية الواقفة، في وقت ينشر الإعلام العالمي عن وجود الماجيدي ضمن لائحة مبييضي الأموال بالجنات الضريبية، وهو يشتري الفنادق والزوارق! أي وكأن الهمة يسعى والماجيدي يصدق! سيقول قائل لا تخلطي بين مال المغرب وخزينة الدولة والثروات والهبات، وبين الأموال الخاصة للشركات الملكية الخاصة. سأقول إني لا أعلم للمغرب إلا ملكا واحدا لا ملكين.. هو ملك الفقراء، وهو أب المغاربة، وهو محبوب الشعب.. وفلوسو هوما فلوسنا!

لا يعقل أن المغرب في أزمة مالية خانقة لدرجة يأكل أبناؤه الهراوة على رؤوسهم حتى تنفجر بالدماء ليستكينوا لأن الدولة لا تملك لهم رواتب الوظيفة العمومية، والمغرب يخفض الضرائب إلى الحضيض كي يجلب الاستثمار لخلق فرص الشغل، بينما فلوس سيدنا يهربها الماجيدي من الضرائب ومن استثمارها داخل المغرب. لا يعقل أن الهمة ذهب يتوسل ويتسول بمواقفنا من إيران مقابل الهبات، ما يزيد من ترسيخ التبعية والزج بنا في حسابات طائفية نحن بعيدون عنها لولا حاجتنا إلى المال. فحتى الدعم في قضية الصحراء داخل الأمم المتحدة تفك السعودية غي راسها وهي متهمة بجرائم حرب في اليمن، وفي المقابل فلوس سيدنا تشترى بها باخرة البوغاز للترف الزائد.. لأنها تاريخية ويحكى أن أحدا كان يبحث بها عن الثروة في بحر من البحار ونحن لم نجدها بعد حتى في اليابسة! لا يعقل أن الفلوس ما عندناش فالمغرب وفلوس المغرب كاينين برا المغرب.. حد يفهمنا يا چدعان! أنا شخصيا لا أستطيع تقبل واستيعاب ثراء مسؤول يدير شؤون الفقراء. يعمل بالشفافية اللازمة لكشف كل مصادر أمواله وحجمها حتى لا نخلط هذا بذاك، إما يذهب ليغتني كيف يشاء. والله تعالى أعلى وأعلم.

عموما نحن هنا كما قلت وأعيد، نريد فقط من يخرج ليشرح ويتواصل علنا نفهم ونستوعب. وكما ذكرت وأزيد: لا نريد إلا مزيدا من استتباب الاستقرار والأمن! الله يدومها ساعة.

مايسة سلامة الناجي

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes