للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

الذكرى الستون لاستقلال الأعرج الممنوح للمغرب


 
تحل اليوم الذكرى الستون لاعلان الاستقلال الشكلي للمغرب " 18 نونبر 1956"، الذي كان نتيجة مفاوضات جماعة الرباط مع الاحتلال الفرنسيو الذي توج بإتفاقية "أيكس ليبان" التي إعتبرها محمد بن عبد الكريم الخطابي ، خيانة وطنية ومناورة من مناورات الاستعمار التي منحت للمغرب استقلال "أعرج"، كما أن الخطابي لم يخف غضبه على كل من ساهم في بلورة الاتفاق السيء الذكر.

و لفهم موقف محمد عبد الكريم الخطابي من المفاوضات ينبغي وضعه في إطار رفض مبدأ التفاوض أصلا مع الاستعمار قبل الاستقلال التام للأقطار المغاربية، فهذا ما نص عليه أحد بنود ميثاق لجنة تحرير المغرب العربي" لا مفاوضة مع المستعمر في الجزئيات ضمن النظام الحاضر" والبند "هاء" " لا مفاوضة إلا بعد إعلان الاستقلال".

ولهذا استنكر الخطابي ما يحاك ضد المغرب في إيكس ليبان قائلا: "… إن الشعب الفرنسي ليس في نيته أن يحارب مرة أخرى ليخلق هندا صينية جديدة في شمال إفريقيا، واقتدت جماعة الرباط بجماعة تونس المستسلمة فأبرمت اتفاق ليبان إلى حيز العمل والتنفيذ. وأخذت تدلس وتغري عرب المغرب بالكلام المعسول وهي سائرة في نفس طريق اتفاق تونس، وستطالب المناضلين بإلقاء السلاح بعدما طلبت منهم الهدوء بحجة أن المفاوضة لا تكون إلا في هدوء والهدوء لا يكون إلا بإلقاء السلاح وتسليمه لهذه الجماعة (الرباطية) الجالسة على عرشها، حين ذاك يتفرغ الأعداء للقضاء على الجزائر، فحذاري من السقوط في الفخ المنصوب، وإننا على يقين من أن الشعب المغربي سوف يستمر في الكفاح والنضال إلى أن يخرج من المغرب العربي كله آخر جندي فرنسي يحمل السلاح من جماعة المستعمرين ".

مضيفا: " فلو صمدوا وتركوا الثورة قائمة لجلى الفرنسيون عن إفريقيا كافة ولما تمكنوا من هذه الفرصة التي سوعدوا فيها من طرف خفي بإطلاق أيدهم على الأخوان في الجزائر."

و قد واصل الخطابي نضاله ضد الوجود الفرنسي والاسباني في مغرب الاستقلال من خلال ما يقوم به من نشاط سياسي وإعلامي، وبما يصدره من بيانات وتصريحات صحفية يعبر فيها عن مواقفه، مطالبا الشعب المغربي والتونسي بمواصلة الجهاد ضد الجيوش الفرنسية الاحتلالية المتواجدة في البلدين، ومحذرا من السياسة الاسبانية التي تتظاهر بتعاطفها مع الشعوب العربية وهي لا تسعى في واقع الأمر سوى الحفاظ على مصالحها، كما كان يطالب الشعب المغربي بمواصلة الجهاد لأنه لا سلام مع الغاصبين. 

إضافة الى ذلك، واصل الخطابي نضاله بمخاطبة قادة الحركة الوطنية المغربية وشخصيات سياسية ووزراء في الحكومة المغربية، خاصة في الرسالة التي بعث بها بتاريخ 30 مارس 1956، أي بعد توقيع اتفاقيات الاستقلال بأسابيع قليلة إلى الكولونيل امبارك البكاي التي جاء في متنها"... كان عليكم أن تثوروا على الخونة وتنظموا إلى المجاهدين المغاربة والجزائريين والتونسيين كما يقتضي بذلك الشرف العسكري والكرامة وحرمة الرجولة السليمة من الشذوذ (...) ويستطرد قائلا إن المغرب أغرقه الخونة في الاحتلال وكأن الزمن لم يبتعد عن مؤامرة الجزيرة الخضراء سنة 1906.

و لم يقف مفهوم الخطابي للاستقلال عند خروج الجنود الأجانب من الأراضي المغربية بل يتجاوز هذا ليشمل بناء دولة وفق أسس سياسية علمية حديثة، فالاستقلال عند محمد عبد الكريم الخطابي ليس مجرد حادث أو اتفاقية رغم معارضته منذ البدء لما منح للمغرب في اكس ليبان .. لأنه يعرف جديا ان سيادة الوطن وبناءه تأتي عبر صيرورة من التغييرات والاصلاحات السياسية والثوراث العلمية والفكرية والفنية توافق عليها االحاكم والشعب ،نابعة من عمق المشاركة الشعبية ومبنية بسواعد الوطن وليس مجرد استقلال تبعي يفرض من خلاله على المغرب أجندات من الخارج ضدا على رغبة من دافعوا على حرية المغرب وفوق دماء شهداء كرامة الشعب المغربي، التي تخدم مصالح الدول المستعمرة وأذنابها في الداخل اكثر ما تخدم الوطن والمواطنيين..

بتصرف

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes