على اثر التطورات الخطيرة الذي سارت فيها أحداث حراك الحسيمة، واستشعارا منها للمسؤولية الملقاة على عاتقها، اجتمعت مجموعة من الهيئات اليسارية والهيئات الحقوقية بالحسيمة، مساء يوم الأحد 04 يونيو الجاري، بمقر الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالحسيمة، و توصل المجتمعون الى اعلان ميلاد تكتل "جبهة الهيئات اليسارية والحقوقية بإقليم الحسيمة"، للمساهمة بشكل جماعي للتصدي للهجمة المخزنية ولكل أشكال الهرولة من أجل الالتفاف على رصيد النضال الشعبي البطولي الذي ظل طيلة 7 أشهر يهتف سلميا بمطالب اجتماعية وثقافية تشكل جزء من مطالب النسيج الحقوقي واليساري بالحسيمة.
و اصدرت "جبهة الهيئات اليسارية والحقوقية بإقليم الحسيمة" بيانا توصلنا بنسخة منه، إعتبرت فيه ما يحدث بالحسيمة من غليان شعبي مستمر للمطالبة بحقوق اجتماعية وثقافية هي أعراض لأزمة عميقة تمتد لعقود من الزمن تراكمت معه الأسباب الموضوعية للانفجار الشعبي الذي شكلت فيه مأساة مصرع الشهيد محسن فكري الشرارة التي أوقدت نار هذا الغليان.
و أكد البيان الجبهة على رفضها القاطع للمقاربات القمعية في معالجة الازمات السياسية والاجتماعية والتي انتهت إلى فشلها الذريع، وكشفت عن تخبط الدولة وأجهزتها الأمنية التي دخلت في هيستيرية جماعية للبطش العشوائي بكرامة المواطنين، وما الحادثة المفجعة التي تعرضت لها حرمة المنازل بإمزورن من انتهاك صارخ لحقوق الانسان، إلا دليل قاطع على ذلك.
وطالب بالافراج الفوري عن جميع نشطاء الحراك الشعبي بالحسيمة وتوقيف مهزلة تجريمهم المفضوحة بتلفيق تهم خيالية تعبر عن مأزق الدولة المغربية التي قادت وتقود البلاد نحو أفق مسدود.مشدد على ان لا تفاوض ولا حوار سوى مع نشطاء الحراك الشعبي بالحسيمة بحسب تعبير البيان نفسه.
كما أكد ذات البيان ان لا حل ممكن في الوقت الراهن سوى رضوخ الدولة للمطالب الشعبية المشروعة والاعلان عن أزمتها السياسية، بعد نهاية وهم الاستثناء المغربي المغشوش، والشروع في إصلاحات دستورية وسياسية وقانونية عميقة تفضي إلى الانتقال السلمي للسلطة لبناء نظام ديمقراطي ينبثق من الارادة الشعبية الحرة، وتحترم الخصوصيات الثقافية والجهوية وخصوصا الريف.
و يرفض بيان الجبهة الاستغلال الانتهازي للدين من طرف الدولة والقوى الأصولية وتدعو إلى احترام عقيدة الشعب بمنع كل أشكال تسييس الدين أو تديين السياسة.
و حيا البيان عاليا كل اشكال التضامن مع حراك الريف الدولية والوطنية والمحلية، وتثمن المجهودات الجبارة لدفاع المعتقلين وكل أواصر الالتحام بين مختلف مكونات أبناء الريف بما بعزز وحدتهم ونضالهم المشترك لاسقاط الحملة القمعية المسلطة على المنطقة.
كما اعلنت الجبهة من خلال البيان على أن هذا الاطار يظل مفتوحا في وجه كل الهيئات والفعاليات التي تقتسم مع الجبهة نفس الهوية اليسارية والحقوقية والتقدمية.
و في الختام، اعلنت الجبهة في ذات البيان بكونها عازمة على إطلاق مبادرات وخطوات نضالية في القادم من الايام لقطع الطريق على كل المحاولات الرامية لاجهاض تطلعات أبناء المنطقة في الحرية والعدالة والعيش الكريم بدون خوف أو تهديد.
متابعة: يحيى امين