عندمــــــــا يمرض الملك بقلم: حمّادي اللا يزر
في المغرب كل شيئ يتوقف على حضور الملك, فإذا كان المغرب لم يعرف الحزب الوحيد والحزب الحاكم فانه بالمقابل عرف الشخص الوحيد والحاكم
الوحيد.
ان غياب الملك ولأزيد من اربعين يوما, يعد سابقة,
فالبلد متوقفة بالكامل, تنتظر مولاها الهمام, تنتظر تعليماته السامية وقراراته
السديدة.
اربعون يوما لا يمكن ان تكون للسياحة, ولا يمكن ان
تكون زيارة دولة او زيارة عمل, فمبرر الغياب هو المرض, وهذا ما اكدته تسريبات
الصحافة الفرنسية التي تعرف خبايا القصر اكثر من المغاربة, لكن المخزن يجتهد في
اخفاء هذا الأمر, لان الملك فوق مقدس وبالتالي لا يمرض, ولا يمكن انزاله الى مستوى
البشر, و المرض صفة بشرية.
عندما يمرض الملك لا بد ان يمرض الوطن تضامنا معه,
اليس المؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
الجسد بالسهر والحمى.
عندما يمرض الملك, يدهب الى فرنسا ليتعالج, وهذه من
انجازات المخزن, ان لم يستطع انشاء مستشفى يداوي فيه ملكه.
عندما يمرض الملك, يهجر البلد, وتتوقف البلد, وينوب
عنه مهرجون, يملؤون الساحة الاعلامية, ففيلم "انسحبُ لا انسحب" الذي
بطلاه شباط وبنكيران, ينتظر الملك ليضع له the end,
للاشارة فالفيلم من اخراج وسيناريو وانتاج المخزن.
عندما يمرض الملك, تتوقف البلد, وتفشل زيارة رئيس
حكومة تاسع اقتصاد في العالم, لنسمع من بعض وزراء الملك, تبريرات متناقضة الى حد
التناقض, مما افسح المجال للجزائر كي تربح وتكسب اردوغان الى جانبها كما كسبت
امريكا اللاتينة وغيرها.
عندما يمرض الملك, تمرض قنواتنا الاعلامية التي عرفت
فراغا مهولا في نشراتها الاخبارية, حيث غابت الانشطة الملكية التي تبثها حصريا الى
العالم, فغاب معها السبق المخزني..
عندما يمرض الملك, يعجز الدستور الممنوح عن ملء
الفراغ القاتل, حيث لم يضع حلا لاشكالية الغياب الطويل للملك في حالة المرض
اوغيرها.
عندما يمرض الملك يمرض الوطن.
بقلم: حمّادي اللّايزر
************
مواضيع ومقالات مشابهة