التحول المفاجئ و المثثر للجدل في الموقف الرسمي المغربي تجاه النظام السيسي الانقلابي
تحول مفاجئ و مثير للاستغراب في لغة القناة الاولى المغربية تجاه مصر، حيث استعرضت القناة في نشرتها المسائية ليوم الخميس فاتح يناير تقريرا صحفيا وصفته فيه ما جرى يوم 3 يوليوز من السنة الماضية بـ"الانقلاب" على إرادة الشعب المصري، وعلقت عن احداث المواجهات التي شهدتها مصر اثر فض اعتصام رابعة بـ "دموية" قامت بها الشرطة والجيش المصريين تجاه المعتصمين بمخيم رابعة العدوية.
و يجهل الى حدود الان سر هذا التحول في خطاب المغربي الرسمي تجاه ما جرى في مصر، عما إذا كان الأمر يتعلق بالهجوم الذي يشنه الإعلام المصري بين الفينة والأخرى على المغرب ورموزه كما حدث مؤخرا حين تطرق صحفي مصري للطائرات المغربية الخمس التي رافقت الملك إلى تركيا، أم أن الأمر يتعلق بمعطيات وتطور جديد في الموقف المصري تجاه قضية الصحراء؟
يرى العديد من المراقبون أن التغيير الطارئ في الموقف المغربي الرسمي تجاه شرعية الرئاسة المصرية التي وصف التلفزيون المغربي عبد الفتاح السيسي بالانقلابي، من شانه أن يغضب الامارات والسعودية من سلطات الرباط لان هذه الدول هي الداعمة للسيسي في مواجهته لللاخوان حيث ساهمت الإمارات والسعودية بشكل فعال في نجاح الانقلاب بمصر بتوفير له الدعم الدولي بصمت المجمتع الدولي امام المجازر التي ارتكبها السيسي في فض اعتصام الرابعة لان دول الخليج شعرت بتهديد كبير بعد صعود الإخوان للسلطة في أعقاب الربيع الديمقراطي، ودعمتا الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
ما الذي حصل حتى تغير موقف الإعلام المغربي؟ ألم يبعث محمد السادس رسالة تهنئة لصنعية الانقلاب "عدلي منصور" عشية تنصيبه رئيسا من جانب العسكر؟ ألم يرسل محمد السادس وزير خارجيته مزوار لتمثيل المغرب في حفل تنصيب السيسي؟
غريب ما حصل هذا المساء، والأغرب أن يحدث ذلك في ظل وجود محمدد 6 في تركيا في اول زيارة له لهذا البلد و التقائه باردوغان فب حفل استقبال عائلي.
في انتظار توافر المعطيات كاملة، يمكن لذهن الباحث أن يشتغل بالتحليل والاستنتاج من أجل طرح الأسئلة والفرضيات:
ــ هل كانت زيارة الملك للامارات العربية ــ التي تدعم السيسي ــ فاشلة، الأمر الذي دفع بمحمد السادس لمغادرة الامارات صوب تركيا المُناهضة للسيسي، وذلك كرد فعل على سوء تعامل الامارات؟
ما يرجح هذه الفرضية هو أن المغرب أعاد علاقاته الدبلوماسية مع إيران العدو اللدود للإمارت والسعودية بعد انقطاع دام أكثر من 8 سنوات (منذ 2005)؟
ــ هل يتعلق الأمر بموقف مصر من “الصحراء” في ظل تقاربها مع الجزائر، سيما وأن مصر عادت إلى حضيرة الإتحاد الإفريقي بفضل الجزائر، إضافة على حملة تغطية إعلامية كبيرة لمخيمات تندوف، وتسليط الضوء على قضية الصحراء من خلال بعثات صحفية وروبورتجات ومقابلات مع شخصيات سياسية من جبهة البوليساربو؟ (هذا السيناريو مرجح بشكل كبير، خاصة في ظل الزيارة المرتقبة للسيسي إلى الجزائر)
ــ أم أن المسألة تتعلق بـ”قرصة أذن” يُوجهها النظام المغربي عن طريق الاعلام، من أجل ردع الاعلام المصري الذي تورط أكثر من مرة في مهاجمة بعض السياسات الملكية؟ (هذا السيناريو ضعيف لكنك مطروح)
ــ أم هناك استراتيجية لإعادة ترتيب المنطقة، بناء على تنسيق أمريكي، روسي، إيراني، تركي، سعودي، إماراتي، قطري، من أجل حل مشكلتيْ مصر وسوريا؟ (سيناريو مطروح لكن ليس مرجحا بشكل كبير)
على كل حال مازال الأمر مبكرا للتأكيد الحاسم على أي من السينارويهات هو الأقدر على تحليل هذا التحول في الموقف من الحدث المصري، خاصة أن هناك معطيات غير متأكّدٌ منها قد تساعد على فهم ما حدث بشكل جيد، وقد تضيف سيناريو آخر….كما أن الاعلام المصري سيتفاعل بشكل كبير مع ما حدث…
مواضيع ومقالات مشابهة
