قضية الصحراء من آدم كودجو إلى بان كي مون لـ علي أنوزلا
"البوليساريو" التي كانت مجرد "حركة انفصالية"، حسب التعبير الرسمي المغربي، تٌعامل اليوم في الكثير من الدول الإفريقية كدولة. والمغرب، الدولة المؤسسة للاتحاد الإفريقي، غائب عن أكبر منتظم أفريقي، وفي آخر قمة للاتحاد الإفريقي عقدت في ديسمبر 2015 حضرت الوزيرة المغربية المنتدبة لدى وزير الخارجية، مباركة بوعيدة، إلى أديس أبابا لحضور أشغال قمة "الاتحاد الإفريقي" الذي ما زالت بلادها تقاطعها، وهو ما قرأ فيه بعض المراقبين محاولة "خجولة" للعودة إلى أكبر تجمع لدول القارة السمراء !
لقد كان خطأ المغرب آنذاك أنه حول معركته مع شخص الأمين العام للاتحاد الإفريقي، آدم كودجو، إلى حرب مع المنظمة الإفريقية، مما جعله يعيش لسنوات في شبه عزلة تامة داخل قارته، وترك مجالا خصبا لخصومه للتحرك بسهولة وبدون عراقيل تذكر.
ومنذ ذلك التاريخ و"كرة الرمل" هذه تتضخم مثل كرة الجعران يحمل داخلها بيضه، كلما كورها ودحرجها أمامه ازدادت كِبرا، حتى وصل الأمر إلى حد "الاعتراف الأممي" الرمزي، عندما انحنى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أثناء زيارته الأخيرة لمخيمات "البوليساريو"، أمام علم "الجمهورية الصحراوية".
ما أشبه الليلة بالبارحة. اليوم يعيد المغرب الرسمي نفس الخطأ مع بان كي مون، الأمين العام الحالي لمنظمة "الأمم المتحدة"، عندما يسعى إلى تحويل حربه معه إلى حرب مع أكبر منتظم دولي.
مشكل المغرب أن الكثير من قراراته السياسية الحساسة غالبا ما يتحكم فيها "مزاج" لحظة الغضب. لكن بعد انتهاء حالة الغضب يبدأ تعداد الخسائر، وبدلا من ترميمها وجبرها في لحظتها، يتم التمادي والتغاضي ويستمر الجعران في تدوير ودحرجة كرته أمامه، بينما يبقى البلد مشدودا إلى لحظة غضب لا أحد يجرأ على الاعتراف بعدم صوابية ردود أفعالها، وبالأحرى تحمل مسؤولية خسائرها.
مواضيع ومقالات مشابهة