ناشر الموضوع اسفله
Unknown
|
السبت، 29 أغسطس 2015
|
قد لا يختلف إثنان في كون الامور بالحسيمة لا تسير على ما يرام، فالفساد و المحسوبية و الزبونية مستشري في مختلف القطاعات سواء تعلق منها الامر بالعمومية او الشبه عمومية ، لكن المثير للاهتمام هو تغاضي السلطات المسؤولة عن هذه الانحرافات و السلوكات و التطبيع معها ، في نهاية المطاف الخاسر الاكبر هو المواطن الذي يجد نفسه امام بيروقراطية و تعطيل مصالح شيئ له ان لا ينتهي، فقط العضبات الملكية تكسر روتين التسلط و الابتزاز.
مؤخرا راجت اخبار قوية عن إعفاء رئيس قسم بالمركز الجهوي للإستثمار بالحسيمة من مهامه بعد عضبة ملكية. الاخبار المسربة تفيد أن أحد المهاجرين المغاربة كان قد إلتقى الملك السنة الماضية، حيث منحه محمد السادس رخصة لإنشاء نادي بحري للرياضات المائية. الرخصة البحرية التي حصل عليها المهاجر لم تتجاوز الكلام الذي حصل عليه الاخير من الملك حيث ظل المسؤولون يماطلونه، قبل أن يسلم قبل أيام تظلمه للملك مشيرا أن الرخصة التي منحه إياها لم تتحول على أرض الواقع لنادي بحري. تظلم المهاجر المغربي جعل الملك يأمر بفتح تحقيق في الموضوع حيث إكتشف أن الرخصة سلمت لجهة أخرى غير الشخص الذي منحه محمد السادس الرخصة، وهو ما جعل رأس مدير مركز الاستثمار والمندوب الجهوي للاستثمار أول رؤوس تطير من مناصبها وتحال على التحقيق.
و في نفس الفترة من السنة الماضية ( غشت 2014) خلال زيارة الملك للحسيمة كانت قد تفجرت فضيحة مشروع «باديس»، بمدينة الحسيمة، إثر شكايات متعددة سلمها مهاجرون مقيمون في كل من هولندا وبلجيكا إلى الملك محمد السادس أثناء قضائه عطلته الصيفية في المدينة، أعقبها زلزال حقيقي عاشته مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، عقب مطالبة الملك مسؤولي الـCDG بتقديم تفسيرات لأسباب تعثر المشروع وشكوى المستفيدين منه. وكانت من نتائج الغضبة الملكية ضد مسؤولي إمبراطورية الـCDG، تشكيل لجنة مختلطة لوزارتي الداخلية والمالية، بأوامر ملكية، أنيط بها إجراء أبحاث وافتحاص أولي لحالة شقق المشروع السكني «باديس» بالحسيمة.
من غير المعقول ان يبقى مصير قضاء حاجات المواطنين و التمتع بحقوقهم رهين و مرتبط بالغضبات الملكية. هنا تطرح اشكالية من لم تُتح له الفرصة للقاء الملك مباشرة كيف له ان يقضي أغراضه، فأين هي دولة المؤسسات وسيادة القانون والمساواة بين المواطنين؟ أم أن الحصول على اهتمام بشكاية أو تظلم أصبح شبيها باليانصيب ولعبة البوكر؟ من كان محظوظا ربح الغضبة الملكية ومن لم يكن محظوظا فليَمُت كمدا أو ليذهب إلى الجحيم!
عن الحسيمة سيتي