اعلام مديرة الأمن اصبحت لعبة "بائتة" و"باهتة" و"قديمة" لـ عبد الرحيم العلام
إذا كانت مديرية الأمن تريد أن تلعب لعبة الإعلام، وتتفنّن في عرض خسائرها، لماذا تعتقل الصحفيين والمدوّنين وتُودِعهم السجن في خرق مكشوف لحرية الاعلام؟ ولماذا تصر على نقل الصورة بعدسة الكاميرا الأمنية دون سواها؟
إذا كانت الدولة تريد أن تلعبها في "الضوء" رغبة منها في كسب الرأي العام المحلي والدولي، لماذا ترفض لم تمنح أكثر من 12 مراسلا معتمدا في المغرب اعتماداتهم؟ ولماذا منعت قبل يومين برنامج "حديث العواصم" على فرانس 24 باتصال هاتفي وتهديد بتدخل القوة العمومية؟
إذا أراد الاعلام العمومي أن يدخل على خط الأحداث بعد طول غياب: لماذا لا يسمح للجميع بإبداء رأيه فيه دون الاقتصار على الرواية الأمنية؟ ولماذا لا تخصص البرامج الأسبوعية حلقاتها لما يحدث بدل تخصيصها للحديث عن الطبخ والرياضة ومشاهد توزيع القفف.....؟
على مديرة الأمن أن تعي جيدا أن لعبتها لن تكتمل ولن تجدي نفعا، وأنها لعبة "بائتة" و"باهتة" و"قديمة"، لأن ملايين المغاربة وخاصة الشباب، لم يعد في مقدورهم الجلوس أمام شاشات الاعلام العمومي الذي ينطق بلسان واحد، وبمضامين متكررة، وإنما اتجهوا إلى الاعلام البديل الذي يضم مواقع الإلكترونية يتصفحها أكثر من 3 ملايين متصفح يوميا، وإلى مواقع التواصل الاجتماعي التي يبحر فيها أكثر من 20 مليون مغربي، في ظل انتشار الهواتف الذكية التي يتبادل من خلالها المغاربة ملايين الصور ومئات الآلف من مقاطع الفيديو التي يسجلها "المواطنون الصحفيون" ويتبادلونها بسرعة البرق.
أما الرأي العام الدولي فهو لا يبالي بقنوات الاعلام العمومي (التي تنسب متعمدة شغب الملاعب للمحتجين السمليين بالحسيمة)، بل بوكالات الأنباء السويدية والأسترالية و CNN والواشنطن بوست، ونييورك تياميز، ورويترز، ولوموند....إضافة إلى تقارير المنظمات المحلية والدولية المستقلة (هيومن رايتش ووتش، منظفة العفو....).
أما الرأي العام الدولي فهو لا يبالي بقنوات الاعلام العمومي (التي تنسب متعمدة شغب الملاعب للمحتجين السمليين بالحسيمة)، بل بوكالات الأنباء السويدية والأسترالية و CNN والواشنطن بوست، ونييورك تياميز، ورويترز، ولوموند....إضافة إلى تقارير المنظمات المحلية والدولية المستقلة (هيومن رايتش ووتش، منظفة العفو....).
هذا فقط إذا ما سايرنا مديرة الأمن في لعبها الاعلامي، وإلا فإن المواطن المغربي لا يحتاج الربورتاجات المصورة بعناية، من طرف خبراء تجميل الصورة، لكي يدرك الواقع الذي يعيش فيه، وطريقة التعامل مع الذين يخرجون للاحتجاج على أبسط القضايا الاجتماعية، يكفي فقط أن يأخذ المواطن قهوة سوداء ويجلس في إحدا مقاهى "شارع محمد الخامس" أو "ساحة الهديم" أو "ساحة الحارثي" أو "ساحة الامم" أو "ساحة الحمام"....وغيرها من الساحات، لكي يقف على حقيقة تعامل القوات العمومية مع المحتجين الذين يرفعون شعارات السلمية، ولا يقطعون طريقا، ولا يرمون حجرا، ولا يعتدون على أحد.
فرق كبير بين الواقع الذي تريد أن تجمّله روبورتاجات مديرية الأمن وبين الوقاع على الأرض.
ملحوظة: يبدو أن البلاغ المصور لوزارة الداخلية كان تمهيدا للأحكام التي صدرت اليوم في حق المعتقلين.
عبد الرحيم العلام
مواضيع ومقالات مشابهة