للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

الذكرى 12 لرحيل الروائي المغربي محمد شكري


حلت يوم امس الذكرى الثانية عشرة لرحيل الكاتب والروائي المغربي محمد شكري الذي وافته المنية عن سن يناهز 63 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، وقد شكل رحيله خسارة للأدب العربي لانه شكل لنفسه وأدبه منطلقاً فريدا لم يسبق له مثال في المنطقة .

لم يلج محمد شكري عالم القراءة والكتابة الا عند بلوغه 21 سنة، و استطاع بعد سنوات من الكد والتعب والإصرار المتواصل كتابة سيرته الذاتية المعنونة "الخبز الحافي" التي يحكي فيها طفولته التي عاشها بمدن الشمال طنجة،العرائش وتطوان خلال فترة الاستعمال الاسباني، و منعت السلطات المغربية نشرالرواية لما يناهز عشرين عاماً وما زالت ممنوعة في عدد من الدول العربية الى يومنا هذا. في الوقت الذين نالت فيه شهرة عالمية و ترجمت الى 39 لغة على الصعيد الدولي حيث اعتبر الكاتب الراحل محمد شكري الأديب والروائي المغربي الوحيد الذي ترجمت أعماله الى أهم اللغات في العالم.

ومن أشهر رواياته أيضاً "زمن الأخطاء" وقد اعتبرها البعض رائعة مع أنها لم تحصل على الشهرة التي نالتها رواية "الخبز الحافي". كما أقام شكري صديقاً للعديد من الكتّاب العالميين مثل بول باولز الذي ترجم "الخبز الحافي" الى الانكليزية وأيضاً جان جينيه وآلان غينسبرغ وتينسي وليامز بمدينة طنجة. تحدث شكري في كتاباته عن عالم "سفلي" لم يألفه الأدب العربي من قبل، وشخصيات حكاياته لم تكن من نسج خيالات صعلوك تقمصه مسّ من الأدب، بل كانت من لحم ودم تصارع من أجل البقاء، تقتات من بقايا ليالي طنجة المريرة وحاناتها التي تلفظ أنفاسها الأخيرة مع ضياء كل صباح.

كتابة السيرة الذاتية، تعبر عن هامشيته التي جرأته، وجازفته، في بناء رواية "الخبز الحافي" الذي يكسر فيها كل السقوف المفروضة ويتجاوز الرقابات البوليسية والأخلاقية السائدة. و يفضح المسكوت عنه اجتماعياً و يعري المختبئ في الكواليس، وفي البواطن، وفي المحظورات، وفي المكبوت، والمقموع، والممنوع، والمحرّم.من اجل تحرير الذات للوصول الى الحرية المطلقة، والى النوازع، والمشاعر، والاستبطانات يقذفها محمد شكري في وجد المجتمع المحافظ، المتوازن، المحكوم بالتقاليد والأفكار والنواهي والثوابت. اعتبر شكري نفسه كإنسان نص مفتوح، شفاف، فج، وقح، جسور، متجرئ، صافع، بلا دروس..

لكن هل يمكننا القول إن قيمة الحياة في كتابات محمد شكري، أثمن من قيمته ككاتب أسّس لاتجاه روائي جديد، أو كتابة جديدة، أو انخرط في لعبة تعلق يافطة "التجديد" أو التجاوز أو الاختراق لقد كتب حياته ومضى، بكل عبثيته وجمالياته الفوضوية، فالحياة هي الفردوس، والجحيم، وعلينا تذوقها أو عيشها، بكل تناقضاتها وجنونها ومتعها وحريتها.
كتب حياته ومضى، ليكتب في ذلك حريته الشاسعة باعتبار ان كتابة الحرية هي في النهاية كتابة محمد شكري.

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes