وفاة الفنان الأمازيغي عموري مبارك بعد معاناة مع مرض السرطان
توفي في وقت متأخر من ليلة الجمعة 13 فبراير الجاري، الفنان الموسيقي الأمازيغي، "عموري مبارك" بإحدى مصحات عين الذياب بالدار البيضاء، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان. و قد عانى الفنان مبارك كثيرا في الاونة الاخيرة من المرض وبالرغم من النداءات المتكررة التي قام بها الاعلام خاصة الالكتروني لمؤازرته في محنته إلا أن الاهمال ولامبالاة المسؤولين كانت العنوان الابرز لمحنة الفنان بيْد أن عموري رفض حتى إشهار خبر مرضه.
وعلمنا ان الفقيد أوصى زوجته وأفراد أسرته الصغيرة، بأن يتم دفن جثمانه في مسقط رأسه بضواحي تارودانت، و ذلك ما سيتم فعله بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية الجارية.
و بالمناسبة يتقدم الموقع باحر التعازي و المواساة لعائلة الفقيد باهذا المصاب الجلل و نتمنى لجميع افراد عائلته الصغيرة و الكبيرة الصبر و السلوان.
نجدر الاشارة ان الفنان الامازيغي عموري مبارك، ولد سنة 1951 في بلدة ايركيتن، بتارودانت، التي قضى بها طفولة قاسية، بين جدران إحدى المؤسسات الخيرية. وبدأ عموري مساره الفني رفقة مجموعة "سوس فايف"، التي كانت تؤدي إضافة إلى الأغاني الأمازيغية، أغاني بالفرنسية والإنجليزية. بعد ذلك التحق عموري بالعمل الجمعوي من خلال انخراطه في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، التي كانت وراء تأسيس مجموعة "ياه"، التي ستحمل ابتداء من سنة 1975 اسم مجموعة "أوسمان"، التي يمكن اعتبارها أول مجموعة أمازيغية تدخل عالم المجموعات بالمغرب، إلى جانب مجموعات ناس الغيوان، وجيل جيلالة ولمشاهب.
و تعتبر مجموعة "أوسمان"، للفنان عموري بمثابة البداية الحقيقية لمساره الفني و خاصة بالغناء الفردي حيث لعب دورا بارزا في إرساء قواعد الأغنية الأمازيغية العصرية، من خلال العديد من الأعمال، التي شارك بها في العديد من الحفلات سواء داخل المغرب أو خارجه، وكان حريصا على التعامل مع نخبة من كبار المبدعين المهتمين بالثقافة الأمازيغية، أمثال الشاعر إبراهيم أخياط، وعلي صدقي أزايكو، ومحمد مستاوي، وغيرهم. طغت على نصوص عموري مبارك الغنائية تيمتان أساسيتان، هما تيمة الحرية وتيمة الهجرة والترحال المستمر، ولعل أجمل النصوص التي تحضر فيها تيمة الهجرة نص "تموكريست"/ المعضلة.
تبقى تجربة عموري مبارك امتدادا لتجربة "أوسمان"، حيث امتاز بتمرده على التقاسيم الخماسية على مستوى الألحان، فاعتمد في الغالب توزيعا موسيقيا حداثيا، يعتمد مقامات الأغنية العالمية بشكل ملحوظ، لكن دون إهمال كلي للأصول الخماسية، التي نجدها حاضرة في بعض أغانيه، سيما أن صوت الفنان عموري يمكنه من أداء الأغاني التقليدية الخالدة لكبار الروايس، من أمثال الراحل الحاج بلعيد، الذي أعاد عموري مبارك غناء مجموعة من أغانيه الأمازيغية القديمة، ليخلدها بصوته، ويضمن انتقالها إلى الأجيال المقبلة.
مواضيع ومقالات مشابهة