ناشر الموضوع اسفله
Unknown
|
الاثنين، 21 سبتمبر 2015
|
اعترف رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية، بأن الإكتظاظ في الأقسام الدراسية وصل حدا لا يُطاق مؤكدا أنه وصل إلى أزيد من 70 تلميذا في القسم، عازيا ذلك لأسباب متعددة، مشيرا إلى أن هناك أمورا تفوق طاقة وزارته لمواجهة هذه المشكلة.
وأضاف الوزير بلمختار، في حديثه خلال الندوة الصحفية التي عقدها صباح اليوم الإثنين 21 شتنبر، "إن من بين مسببات هذا الإكتظاظ، التقصير الحاصل في توفير الموارد البشرية، والتقصير في توفير الحجرات الدراسية، موضحا أن المعدل الوطني لعدد التلاميذ في كل قسم يبقى معدلا معقولا".
وأكد السيد الوزير فيما يخص الموارد البشرية أن الزيادة في عدد الأساتذة يتطلب تعبئة موارد مالية إضافية، وهو أمر يتعلق بالحكومة، ومرتبط بالأزمة الإقتصادية.
و قد سبق للسيد الوزير ان صرح عقب انطلاقة الموسم الدراسي الحالي، ان الجودة ستكون شعار الموسم الدراسي الحالي و كيف يمكن تنفيذ خطة الإصلاح بالمرحلة الاولى خلال السنة الحالية المتعلقة أساسا بالتعليم الاولي و التعليم الإبتدائي التي تروم الجودة بالتحصيل و تأطير و تتبع الاطر الإدارية و التربوية مع الاهتمام بمشكل الهدر المدرسي بالسلك الإعدادي في الوقت الذي تشتكي فيه الوزارة من الإكتظاظ في الأقسام الدراسية نتيجة النقص في الموارد البشرية، و قلة الحجرات الدراسية .
ان هيأة التدريس ، بحكم طبيعة مهمتها ، أكثر إدراكا لخطورة الاكتضاض وأثارها السلبية على المتعلم والمنظومة التربوية بوجه عام. ففي فصل دراسي حيث يتجاوز عدد المتعلمين 50 تلميذا، وحيث يجلس أحيانا ثلاثة متعلمين في الطاولة الواحدة،تنتفي الأجواء الطبيعة للتحصيل الدراسي، حيث تضيع نسبة مهمة من الزمن الدراسي في توفير أجواء الانضباط والهدوء وضبط الغياب،وتتدهور العلاقات التربوية ، كما تتعثر عملية تنظيم الوضعيات التعلمية،ويتعذر التواصل و الحوار البيداغوجي الكفيل بتشخيص التعثرات ومعالجتها ، .وفي ظل غياب الوسائل التعليمية والتجهيزات الأساسية ، تتعذر طرائق التنشيط الحديثة وتبقى الطرائق البيداغوجية التقليدية هي المهيمنة.
يبقى رهان الجودة مؤجلا في الوضع الحالي لان ظاهرة الاكتظاظ إضافة إلى ظواهر سلبية أخرى في المنظومة التعليمية يمكن أن تؤثر " بشكل سلبي على العلاقة التربوية داخل الفصل ، وكذا على جودة التعلمات".
خلاصة القول إن مصداقية شعار "الجودة" المرفوع من طرف المسؤولين عن قطاع التعليم رهين بالقطع مع الأساليب التجزيئية والانتقائية وتجنيد جميع الإمكانات المادية والبشرية ووضعها في خدمة المتعلم، ومن بينها معالجة ظاهرة الاكتظاظ ، والمعالجة هنا لا تعني أكثر من ضمان حق المتعلم في ممارسة تعلماته في أجواء هادئة وطبيعية حتى يتمكن من إدراك معنى ما يتعلمه ، وهوما يمكن اعتباره خطوة إيجابية في اتجاه الجودة.