للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

اليومية الاسبانية: قصة سيليا الزياني، وهي أول امرأة اعتقلت في حراك الريف (ترجمة)


 سليمة الزياني، اسمها الحقيق الا انها تحب مناداتها بـ" سيليا"، لأنه اسم أمازيغي، تبلغ 23 سنة، يحكي والدها انها تعاني من عدم توفرها عن المال الكافي لدفعه ثمن الكتب  دراستها. لقد توقفت عن الدراسة في سنتها الجامعية الأخيرة بوجدة، للدفاع عن حقوق الشعب بمسقط رأسها بالحسيمة. وهي أول امرأة تعتقل حتى الآن في الحراك  الشعبي بالريف (MPR).

وقالت انه لم تفوت اي مظاهرة في الحسيمة الا وشاركت فيها منذ اعتقال زعيم الحراك "ناصر الزفزافي"، و قد سبقت لها  ان صرحت في مقابلة صحفية مع جريدة "اليومية" الاسبانية "eldiario.es" قبل يوم واحد من اعتقالها، ان لها واجب و مسؤولية كما  انها تفتخر بالحراك، و انخراطها في النضال هي مساءلة مبادئ، و اعتقال قادة الحراك يفرض عليها مواصلة النضال مؤكدة ذلك.

وجرت العادة أن نرى هذه الشابة بالمكروفون أو بمكبر الصوت في يدها. عندما لا يتم الاستيلاء عليه من طرف الشرطة، حيث تقوم بإلقاء البعض من تلك الشعارات المترددة: " الريف يريد الحرية و الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية"، إضافة الى المطالب الاجتماعية التي رفعت في الأسابيع الأخيرة و اخرى سياسية "الحرية لجميع المعتقلين السياسيين"، "لن نستسلم"، "كلنا ناصرالزفزافي".

 سيليا تتلقى بالترحيب وسائل الإعلام، ولكن دائما بعد انتهاء الاحتجاجات بساحة الصنبور بحي سيدي عابد الحسيمة، تجيب قائلة:" الان أستعد للمظاهرة، وسنتحدث لاحقا،" في اخر مكالمة لها مع اليومية: "أنا لست خائفة، وسأواصل الكفاح"، كما صرحت قبل يومين فقط من اعتقالها.

"تناضل من أجل مطالب الريف"، يقول والدها مفتخرا، ويضيف انها في السجن من اجل ايجاد جامعة ومستشفى والطرق والبنية التحتية بمنطقتنا." وهو يعتقد "أنها لو كانت في بلد ديمقراطي سيخصصون لها مكافأة للدفاع عن حقوق الإنسان".

سيليا كانت تنقصها بضع المواد لإنهاء دراستها الجامعية في الثقافة الأمازيغية عندما اغتيل بائع السمك محسن فكري في شاحنة لجمع القمامة احتجاجا على الشرطة التي حجزت بضاعته. "لقد كان الموت فاجعة التي حركتنا جميعا" حسب الناشطة، هكذا بدأت الاحتجاجات في منطقة الريف مما دفعها لتغيير خططها، و قررت البقاء في الحسيمة وعدم السفر الى و جدة حيث كانت تتابع دراستها الجامعية.

"قضيت سنة بيضاء لأنها كانت تعاني (الاحتجاجات الريف)، لذا قررت البقاء في الحسيمة، والخروج الى الشارع للمطالبة باحداث الجامعة لعدم العودة إلى وجدة" توضح سيليا. خمس ساعات بين المدينتين (الحسيمة - وجدة) وتكلفة الرحلة هي التي دفعتها إلى اتخاذ القرار ..

اضافت انها "تعرف ما معنى ان تدرس في الخارج ولهذا نزلت إلى الشارع".

دراسة سيليا تكلف جهد كبير من عائلتها، يقول والد الناشطة المعتقلة.اذ بين 2000 و 3000 درهم (اي ما يقاربين 200-300 يورو) شهريا، حسب تقدير الفتاة ان المبلغ يتجاوز الحد الأدنى للأجور في المغرب (2334 درهم/ 2013). وعلى الرغم من الصعوبات المادية في البيت، دفعت العائلة مستحقات دراستها. مضيفا "انها صغيرة. عانت لأنها لم يكن لديها ما تدفعه في الكتب والمواد الدراسية، لهذا وعت ما معنى الدراسة في الخارج و قررت الخروج للاحتجاج في الشارع"، حسب قول والدها.

سيليا هي أيضا مغنية وممثلة، ويتذكر والدها أنها "عندما كانت طفلة كانت تحب المسرح والموسيقى" كما ان أختها شاعرة، و غنت في أمسيات موسيقية تكريما لمحسن فكري، بائع السمك الذي أثارت وفاته الاحتجاجات.

دافعت الفنانة على مطالب الحراك، مؤكدة أن هناك عدد كبير من رجال الشرطة في الحسيمة، كأن "المكان مستعمرا"، حسب وصفها. واضافت "انها منطقة عسكرية مائة في المائة، و ليس الجيش فقط، بل كذلك قوات القمع. انهم يخنقو ننا."

وقالت "هناك العديد من"الزفزافيين" من يودون اعتقالهم"

هذه الشابة هي واحد من بين 86 معتقلا ألقي القبض عليهم في الحسيمة، في الفترة بين 26 مايو 2017، الى حدود الأسبوع الماضي، المشاركين في الحراك من اجل المطالبة بحقوق المواطنين في الريف ومطالبة بالإفراج عن المعتقلين. "هناك كثير من"الزفزافيين" الذين تم توقيفهم"، دافعت الشبابة مشيرة الى ناصر الزفزافي زعيم الاحتجاج الذي اعتقل في أواخر شهر مايو.

ألقي القبض عليها بعد مظاهرة ليلة 5 يونيو الجاري، حين غادرت المدينة في سيارة الاجرة مع ناشطين آخرين، لمرافقة والدَي الزفزافي الى محاكمة ابنهما في الدار البيضاء. لم تمنح لها الوقت حيث تم اقتياده بالقوة الى مفوضية الشرطة بالحسيمة "، و لم يتم الاتصال بعائلتها الا بعد مضي 12 ساعة على اعتقالها، ظهر يوم الثلاثاء" موضحا والدها، و عندما تفقدتها أختها في الحجز تمت معاملتها بشكل سيء".

عائلتها و احد المحامين اعلنوا ان سيليا تعرضت لـ"سوء المعاملة" بمفوضية الشرطة بالحسيمة. شقيقتها تم استفزازها عندما ذهبت للاستفسار عنها،بـ "اذهبي للبحث عنها في مكان آخر لمعرفة مع من كانت تقضي الليلة، وما تقوم به"، يذكر والدها.

وقد تم نقلها مثل كل قادة الحراك إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية (BNPJ) في الدار البيضاء، و اعلن عن ذلك يوم الخميسامام الوكيل العام وقاضي التحقيق، و وضعت في سجن عكاشة في الدار البيضاء. الشبابة توجد في وضعية "لا باس بها"، موضحا المحامي لوالدها، بانه يمكن مقابلتها يوم الاثنين في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء.

وفق أحد المحامين يوضح والدها محمد زياني للموقع، أنهم يبحثون عن "إذا كان قد تلقوا أموالا من الخارج لأنهم يتهمونهم بالتمويل الخارجي من جهات أجنبية تكن العداء للمغرب."

أفاد مصدر من الداخلية في اتصال بالجريدة، مؤكدا أن الاعتقالات وقعت " منذ تخلي المظاهرات عن السلمية." ومع ذلك، يخرج المواطنين يوميا إلى الشوارع حاملين الشموع والزهور، و رموز السلام، على الرغم من الانتشار الكبير لقوات الشرطة في مدينة الحسيمة، مع تواجد حوالي 25.000 من قوات الجيش في مخيمات مؤقتة بالمدينة. الحكومة مستعدة فقط للحوار مع السلطات المحلية، والتي تم تعينها خلال الأشهر الأخيرة من أجل تلبية مطالب المواطنين.

مسيرة من أجل "الكرامة" للدفاع عن المعتقلين

الساكنة لا تثق في كلام المسؤولين لذا تضطر للخروج الى الشارع للتظاهر و فضح اكاذيبهم، إذا أرادوا المحاكمة، فعليهم احترام الحرية، حسب ما اكده محامي الزياني خلال مسيرة من أجل الكرامة بالرباط يوم الاحد.


في المقدمة يتواجد والدي الزفزافي، قال مع دعم الآلاف من المواطنين في تضامنهم مع الريف والمعتقلين.لكن والد سيليا لم يتمكن من المشاركة بسبب مشاكله الصحية، لكنه عبر عن سعادته لمعرفة أن الكثير من الناس حملوا صور إبنته وطالبوا بالافراج عن جميع معتقلي الريف. "نتمنى من الحكومة ان تبدء العمل من اجل تلبية المطالب لأنها تعتبر من الحقوق الأساسية".

سيليا هي مثال لجيل جديد من المناضلين الامازيغ الذين تولوا الدفاع عن ثقافتهم، ومشاركتهم بشكل كامل وفعال في حراك الريف. اعترف رشيد الراخا، رئيس الاتحاد العالمي الأمازيغي خلال حضوره في الرباط أنه "من العار أن تسجن المغنية لا لشيء الا لانها عبرت عن مطالب المواطنين و المواطنات لمن لا صوت لهم". و عبر هذا المدافع الأسطوري للثقافة الأمازيغية في جميع أنحاء العالم عن اعجابه بسيليا في "نشاطها" وبوالديها بدعمهما بشكل كبير من اجل النضال لهذه الحقوق".


عن سونيا مورينو/ إلدياريو
ترجمة: يحيى أمين

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes