في اطار تتبع حزب النهج الديمقراطي لمستجدات الوضع السياسي و الاجتماعي، أصدر المكتب الوطني لشبيبة النهج الديمقراطي بيانا توصلنا بنسخة منه، يشير ان النظام المخزني يستمر في مسلسل الإجهاز على القوت اليومي للجماهير الشعبية، باتخاذه إجراءات تقشفية (كرس بعضا منها قانون مالية 2016) التزم بتنفيذها مع المؤسسات المالية الدولية، تهدف إلى تعميق الطابع المتوحش، العدواني و التبعي للرأسمالية المغربية.
كما أعلن البيان ان إصرار ضحايا هذه الإجراءات التقشفية و من أبرزهم الشباب على التصدي لها: نضالات الطلبة الأطباء، إضرابات الأطباء الداخليين والمقيمين، نضالات الأساتذة المتدربين والمعطلين و الحركات الإحتجاجية ضد الغلاء و ارتفاع فواتير الماء و الكهرباء وشركات التدبير المفوض الاستعمارية وخاصة انتفاضة الشموع في طنجة.
و وقف البيان على تصاعد الهجمة الشرسة للنظام المخزني على الحقوق و الحريات بقمع الحركات الإحتجاجية وكل الأصوات الديمقراطية في المغرب من بينها مناضلو النهج الديمقراطي و يسجل في هذا الصدد اعتقال رفيقنا أحمد الذهبي بالجديدة الذي ينضاف لرفيقينا أحمد البوعادي و وفاء شرف هذا إضافة إلى استدعاء رفيقنا بوبكر الخمليشي من طرف ولاية الأمن بطنجة على خلفية مشاركة مناضلي النهج و شبيبته بانتفاضة الشموع في طنجة و استهدافهم من طرف عناصر مشبوهة على ارتباط بالسلطة يوم 14 نونبر 2015.
و اعلن نفس البيان، دعمه لكافة النضالات الشعبية الجارية ضد الإجراءات التقشفية للنظام ومن بينها نضالات الأساتذة المتدربين في معركتهم ضد إقرار المرسوم المشؤوم 2.15.588 المنظم للوظيفة بوزارة التربية الوطنية و القاضي بفصل التكوين عن التوظيف و نضالات الأطباء المقيمين و الداخليين من أجل الصرف المستعجل لتعويضاتهم المستحقة و الرفع منها و تحسين ظروف اشتغالهم و الاحتجاجات ضد غلاء فواتير الماء و الكهرباء الناتجة عن السياسة الفاشلة للدولة ل"تحرير" قطاع الطاقة (الإنتاج و التوزيع) التي تخدم الرأسمال الأجنبي و المحلي و على رأسه الهولدينغ الملكي "الشركة الوطنية للاستثمار" التي تتوفر على استثمارات كبرى في مجال الطاقة الشمسية.
كما هنئ بيان شبية النهج، الطلبة الأطباء على انتصارهم في معركتهم البطولية ضد مشروع قانون الخدمة الإجبارية و من أجل مطالبهم المشروعة. و يحيي حركة المعطلين على استعادة وحدتها في إطار الجبهة الوطنية الموحدة للنضال ضد البطالة و تنظيمها لمسيرة وطنية وحدوية يوم 20 دجنبر 2015 ويدعو كافة الإطارات و القوى الديمقراطية خاصة الشبيبة للالتحاق بها و دعمها. كما يدعو الفصائل الطلابية المؤمنة حقيقة بوحدة و تنظيم الطلبة وضرورة استرجاع نقابتهم المشروعة "أوطم" إلى استلهام هذين التجربتين و الإسراع في بناء توجه ديمقراطي وحدوي كفيل بإخراج الحركة الطلابية من أزمتها.
و ندد البيان بالقمع الذي يطال كافة هذه النضالات (قمع مسيرات الأساتذة المتدربين، منع مسيرات الطلبة المقيمين و الداخليين، استعمال ال"بلطجة" لقمع النضالات ضد غلاء فواتير الماء و الكهرباء) و الأصوات الحرة و القوى المناضلة. و يعبر في هذا الصدد عن تضامنه مع كل من المؤرخ المعطي منجب و محمد الصبر رئيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة من معهما من الصحفيين و النشطاء المتابعين بتهم وملفات مفبركة تعبر عن بلادة المخزن و طبيعته الانتقامية و الاستبدادية. كما يجدد الدعوة لإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ومن ضمنهم رفيقتنا وفاء شرف و رفيقينا أحمد بوعادي وأحمد الذهبي. هذا الأخير الذي يواجه مآمرة محبوكة هدفها معاقبته على نشاطه السياسي و الحقوقي. كما وجه إدانته لكافة أشكال التدخل الأجنبي بمنطقتنا (سوريا، اليمن، البحرين، العراق...) و دعوته لاحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها.
و أكد شبيبة النهج اعتزازها بالهبة الشعبية الأخيرة للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني و دعوتها لدعمها بقوة. وفي هذا السياق، يدعو إلى المشاركة المكثفة في فعاليات إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني التي دعت إليها الشبكة الديمقراطية للتضامن مع الشعوب يوم الأحد 29 نونبر 2015.
و أعلن البيان شجبه لكل العمليات الإرهابية التي تعرضت لها كل من لبنان، فرنسا، مالي و تونس، وإدانته لكل أشكال الإرهاب أيا كان مصدره وتقديم التعازي لكل أسر ضحايا هذه الهجمات الإرهابية. كما يؤكد أن "تجفيف منابع" الإرهاب رهين باحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها و اجتثاث كافة أشكال الفقر و التمييز و الإهانة و الظلم و الاستغلال التي يعرفها عالمنا.
وأكد ذات البيان، بمناسبة انعقاد القمة العالمية حول المناخ أن إنقاذ البشرية من الكارثة المحدقة بها رهين بالقضاء على الرأسمالية و استبدالها بنمط إنتاج مبني على إشباع حاجات الإنسان دون استنزاف الطبيعة، على تشريك وسائل الإنتاج و التخطيط العقلاني للبيئي للنشاط الاقتصادي و تنمية نمط من الاستهلاك ينبذ التبذير و يشجع الروح التعاونية الكامنة في الإنسان. و يعتبر أن أي حلول مقترحة لا تأخذ بعين الاعتبار ضرورة تغيير جذري لنمط الإنتاج هي مجرد حلول وهمية غرضها ذر الرماد في العيون.
و في الأخير، دعا مكتب الوطني لشبيبة النهج إلى المشاركة المكثفة في المسيرة العمالية والشعبية ليوم الأحد 29 نونبر 2015 بالدار البيضاء. و يتمنى ألا تكون الغاية منها تنفيس الاحتقان السائد وسط الطبقات الشعبية أو تصفية حسابات سياسية ضيقة بل تكون مناسبة لبناء أوسع جبهة ضد السياسات التقشفية للنظام و ضد الهجوم على كافة الحريات (النقابية و السياسية).