وقفات تضامنية مع القاضي الهيني للمطالبة بإلغاء قرار العزل واستقلالية القضاء
نظم العشرات من الحقوقيين وقفة تضامنية أمام محكمة الاستئناف بالقنيطرة، يوم أمس الخميس 18 فبراير الجاري، لتوديع القاضي المعزول محمد الهيني، نائب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، لاستنكار القرار الجائر لعزل القاضي محمد الهني المدافع عن استقلالية القضاء المغربي.
و قد حضر الوقفة العديد من الشخصيات الحقوقية و القانونية و الاعلامية والقى خلالها الاستاذ الهني كلمة اعتبر هذا اليوم من تاريخ المغرب يعد منعطفا حاسما في استقلال السلطة القضائية عن السياسي، الذي حاول جاهدا قمع الآراء الحرة لمجرد الاختلاف حول سؤال الإصلاح، ونصب نفسه عدوا لكل قضاة الرأي الشرفاء، ولكل العاملين في حقل العدالة، وخصما وحكما في محاكمات مسرحية لقضاة الراي حيث لم يشهد لها مثيل في التاريخ في الإنتقام والتنكيل بهم، وقطع أرزاقهم، بغية إسكاة وإخراس باقي القضاة عن الدفاع عن حق المواطن في قضاء مستقل ونزيه تفعيلا لدستور 2011.
واكد الهيني في كلمته عن دافاعه المستميت عن استقلالية القضاء رغم سياط الجهل والظلم، وحمل أفكار ورسائل الغير لفائدة الوطن والمواطن في إطار دولة الحق و القانون مع العلم أن طريق الاستقلالية شاق وصعب ومليء بالمخاطر معتبرا أن استقلال القضاء لم يعد قضية القضاة ولا قضية القاضي الهيني، بل صار مطلبا شعبيا غير قابل للتنازل أو التفاوض، لأن المواطن لن يتنازل عن حاجته الطبيعية للعدالة والقضاء القوي الذي ينزل حكم القانون على الجميع.
وفي ذات السياق اكد الهيني إنه ينظر لمستقبل القضاء بالخير رغم الصعاب نظرا لوجود القضاة الشرفاء والهينيون الجدد في اشارة لزملائه في نادي قضاة المغرب، الذين ناضلوا باستماتة وظلوا لأكثر من أربع سنوات وهم يقولون كلمة رجل واحد في مشاريع السلطة القضائية غير الدستورية وستبقى غير دستورية، لأن واضعيها ومضمونها ليس لهم فكر دستوري وخارج التاريخ الحقوقي والديمقراطي للدولة.
كما تناول الرئيس السابق لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، النقيب عبد السلام البقيوي معتبرا قرارعزل القاضي الهيني هو عزل سياسي، و يشكل انقلابا على دستور 2011.
وأكد تضامنه مع الهيني و مع كافة القضاة الذين تعرضوا للعزل بسبب مواقفهم وأرائهم أبرزهم محمد عنبر وعادل فتحي ومحمد قنديل. مضيفا أن عزل الهيني جاء ممنهجا لأنه هو من أصدر قرارا وأعطى الحق للأبناء الشعب المغربي والمعطلين عندما منعتهم حكومة بنكيران من التوظيف، وكذا لدفاعه المستميت عن مجلس الدولة كأعلى هيئة تبث في القرارات الإدارية. موضحا أن إصلاح الحقيقي للقضاء لا يمكن أن يكون خارج إصلاح النظام السياسي بصفة عامة، لأن لوبي الفساد والرشوة والمصالح يضغط لكي لا تكون هناك سلطة قضائية حقيقية مستقلة. واختتم قوله بكلمة موجهة للرميد، إنكم مجرد دمية في يد أسيادكم ولن تستطيعوا إصلاح العدالة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وإصلاح العدالة هو في أيدي أسيادكم مناهضي الإصلاح...
وبمجرد الانتهاء من إلقاء الكلمات التي كان لها الوقع الكبير على جموع الحاضرين، وعلى غرار وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا.. ارتدى القاضي المعزول محمد الهيني الخوذة ممتطيا دراجة هوائية و هو يغادر مقر عمله بالمحكمة الإبتدائية بالقنيطرة وسط شعارات وتصفيقات قوية..
كما خرج العشرات من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين والمعطلين والقضاة في وقفة احتجاجية، مساء نفس اليوم بالرباط، بدعوة من "هيئة دعم استقلالية القضاء وإنصاف القاضي محمد الهيني"، وذلك من اجل التنديد بالقرار الجائر بعزل القاضي محمد الهيني ودفاعا عن استقلالية القضاء و نزاهته.
وشارك في الوقفة العديد من الفعاليات و الهيئات الحقوقية والسياسية والقضائية، كالناشط النقابي عبد الحميد أمين، وعبد الرزاق بوغنبور منسق الإئتلاف المغربي لحقوق الإنسان، و محمد الزهاري الرئيس السابق للعصبة المغربية لحقوق الإنسان، والنقيب عبد الرحمان بنعمرو الكاتب الوطني لحزب الطليعة، والإعلامي خالد الجامعي والنقيب عبد السلام البقيوي، وعدد من الوجوه الناشطة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمعطلين والمواطنين/ات، كما حضر القاضي محمد الهيني بعد وصوله من القنيطرة للمشاركة في الوقفة ،وسط متابعة إعلامية كبيرة، و رفع المحتجون لافتات و رددوا شعارات قوية تطالب باستقلالية القضاء من قبيل:"الشعب يريد استقلال القضاء"، "المغرب أرضي حرة والرميد يطلع برا والفساد يطلع برا"، "الشعب يريد إسقاط الفساد"، "الهيني راسو مرفوع مامشري ما مبيوع"، "ابن كيران زيرو.. الرميد زيرو.. الحكومة زيرو.. والمجالس زيرو.. بغيناهم يطيروا"، "يا فساد يا ملعون.. الهيني في العيون" و"القضاة عزلتوهوم والمفسدين خليتوهوم.."
متابعة
مواضيع ومقالات مشابهة