للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

شذرات تأملية على هامش الحراك الشعبي بالريف لـ رشيد المساوي



تشهد مدينة الحسيمة حراكا شعبيا متواصلا منذ إغتيال بائع السمك "محسن فكري" الذي تورطت فيها عدة جهات و قد فتح التحقيق واعتقلت الشرطة القضائية 11 شخصا مشتبه فيهم، حيث تتابع المحكمة 8 منهم رهن الاعتقال و 3 في حالة سراح، في حين تم ابعاد جهات اخرى لها علاقة بالحادث و لم يكشف الى حدون الان عن مضمون التحقيقات التي اجريت في الموضوع، مما دفع بالآلاف من المواطنين /ات للنزول الى الشارع للاحتجاج كل جمعة من اجل الكشف عن الحقيقة ورفع التهميش و العسكرة عن الريف والقضاء على الاستبداد والفساد الذي كان وراء اغتيال محسن فكري، كريم لشقر و5 شبان الذين احرقوا في الوكالة البنكية.. وفي هذا السياق يقوم الاستاذ رشيد المساوي في مقاله اسفله بتقريبنا من بعض جوانب هذا الحراك الشعبي الذي تعرفه مدينة الحسيمة:

1- يشكل هذا الحراك " أنوال " المقاومة الشعبية في تصديها لمد الهجمة المخزنية الشرسة على المكتسبات الإجتماعية لعموم أفراد الشعب. أي أنه كانتصار مؤقت في معركة الكرامة، أحدث انكسارا غير متوقع في هذا المد ، وأعاد الثقة مجددا في امكانية التصدي للسياسة المخزنية القائمة على احتكار السلطة والثروة وتفقير عموم الطبقات الشعبية.

2- يبدو أن عبارة " ملك الفقراء " التي راجت في بداية " العهد الجديد " في طريقها الى التحقق فعلا ، إذ أن سياسة التفقير مست حتى الطبقات المتوسطة. مقابل ذلك يواصل كثير من الإنفصاليين الحقيقيين - الذين يعيشون من المغرب ولا يعيشون في المغرب - في تسمين أرصدتهم البنكية في سويسرا وبنما وغيرهما من الجنات الضريبية ، مع حمل أغلبهم لجنسيات مزدوجة مما يكشف عن ولاءاتهم الحقيقية. فيما مديونية المغرب تشهد ارتفاعا متزايدا ينذر بمزيد من التبعية للرأسمال الإمبريالي وأوخم العواقب بالنسبة للقطاعات الاجتماعية الحيوية .

3- يبدو لي أن الصفحة الجديدة من دفتر حقوق الإنسان في المغرب ستمتلئ بسرعة ، إذ لحد الآن تم تسويد جزء كبير منها. فإذا أخذنا - على سبيل المثال لا الحصر- اقليم الحسيمة فقط، سنجد أنفسنا أمام ثلاث قضايا شائكة ( محرقة الشهداء الخمسة بالبنك الشعبي في 20 فبراير، اغتيال كمال الحساني، مقتل كريم لشقر) لا تريد الدولة الكشف عن ملابساتها الحقيقية ، مع قضية رابعة في الطريق ( مقتل محسن فكري ) يشوبها تخوف من عدم معاقبة المجرمين الحقيقيين والإكتفاء بأكباش الفداء. كل هذا يعني أن المجهود الذي بذل في مسلسل " المصالحة " على علاته في طريقه ليذهب ادراج الرياح ، لنعود الى نقطة الصفر أو ربما ما تحته.

4- أبان الحراك الشعبي الذي نعيشه فشل الإستنبات الإصطناعي لنخب سياسية ومدنية تشكل صمام أمان (باراشوك ) يمنع الإصطدام المباشر بين الدولة والمجتمع ، وعرى بشكل أكبر ما كشفته نسبة المشاركة الشعبية في الإنتخابات الأخيرة التي بينت فقدان هذه النخب لأي مشروعية أو مصداقية. لذلك على الدولة مراجعة سياسة خلق " كوركاسات" هنا وهناك، والتي لن تفيد في شيء أثناء اشتعال نار الصراع الإجتماعي ( الطبقي ).

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes