الباحث الإنجليزي "ميكائيل ويليس" يتهم السعودية بتعطيل الإصلاحات في المغرب
نشرت مجلة "تيل كيل" المغربية الصادرة باللغة الفرنسية حوار مع الاستاذ الانجليزي "ميكائيل ويليس" الباحث بجامعة "أوكسفورد" والمتخصص في شؤون الملكيات العربية و قضايا دول المغاربية والشرق أوسطية.. تحت عنوان:"ميكائيل ويليس: السعودية لا تريد إصلاحا سريعا في المغرب!" وخلال الحوار حاول الباحث الانجليزي فك لغز العلاقة التي تجمع النظامين الملكيين (آل سعود و آل العلوي) عقب القمة الخليجية - المغربية التي حضرها الملك محمد السادس في الرياض و القى خلالها خطابا موجها للغرب.. و اليكم نص ترجمة الحوار إلى اللغة العربية:
ما هي طبيعة العلاقات المغربية السعودية؟
هي علاقات ذات طابع سياسي واقتصادي، والعربية السعودية مهتمة جدا بالحفاظ على هذه العلاقات فهي تود إظهار المغرب من البلدان التي تصدت للربيع العربي الذي لا تريده أن يصل بتاتا إلى دول الخليج العربي.
من جهة أخرى المغرب يحتاج إلى الدعم المالي السعودي بشكل كبير٬ والمغرب يربط اليوم علاقات متقدمة حتى مع دول كروسيا وكأنه يبعث رسالة إلى الأمريكيين والأوروبيين مفادها "لا أعول على دعمكم لوحده فلدي حلفاء أعول عليهم بمنطق رابح رابح".
هل ثمة نقاط مشتركة بين الملكيتين؟
في حقيقة الأمر هما ملكيتان مختلفتان، فالملكية المغربية ذات أصول دينية تستمدها من نسبها النبوي، بينما الملكية السعودية تستمد وجودها من سيطرتها على المؤسسات الدينية التاريخية الإسلامية وعلاقتها بها، ويشارك العديد من أفراد العائلة المالكة السعودية في الحكم بخلاف نظرائهم في المغرب الذين لا نجد وزراء من بينهم، كما أن أفراد العائلة المالكة قليلو العدد مقارنة مع السعوديين.
المملكة العربية السعودية تدعم المغرب ماليا بشكل كبير هل يكرس ذلك نوعا من التبعية؟
من الناحية الفنية لا، لكن السعودية لا تريد إصلاحا بوتيرة سريعة في المغرب! إن ذلك يعد مقلقا، إن تم بسرعة أكبر، وهو الأمر الذي لا يريده حكام الرياض. هم يريدون بطء وسيطرة ومزيد تحكم٬ وهو ما يقومون به من خلال مساعدة المغرب ماليا بشكل كبير ودعمه في قضية الصحراء الغربية٬ لذا فطبيعي حين يُقدم إليك طرف ما كثيرا من الدعم المالي تبدي نحوه الكثير من الاهتمام والعناية. واذا أظهر المغرب ممناعة أو استقلالا اكبر في القرار، فطبيعي أن تتأثر هذه المساعدة بشكل كبير. السؤال الكبير والمفصلي هو: مَن يحتاج أكثر للآخر؟ من زاوية مالية السعودية هي الفائزة.
دينيا ماذا تتقاسم الملكيتان؟
في هذه النقطة بالذات ثمة تعارض كبير٬ تقدم في المغرب مثلا صورة لإسلام مغربي بلمسة وطنية منفتح ومعتدل٬ بينما الاسلام السعودي ذو نزعة خطابية كونية باعتبار أنه ينبغي أن يُطبق في كل العالم في صورته الوهابية السلفية، وهي صورة أقل تسامحا وأكثر تقييدا من نظيرتها المغربية.
المغاربة ينظر إليهم السعوديون نظرة سيئة فهم جماعة من الفقراء، والأمر ذاته لدى المغاربة فالسعودييون جماعة من المنحرفين أخلاقيا بناء على نظرة مؤسسة جزئيا على مغامرات بعض من سياحهم في المغرب.
مع هذه الاختلافات في القيم، كيف تنظرون إلى تطور العلاقة بين البلدين؟
لا أعتقد أن المغرب سيبتعد عن الغرب، المغرب التزم أن يكون قريبا من أوروبا والغرب، ولا ننسى أن المغرب رفض عرض الدخول الى مجلس التعاون الخليجي واستعاض عنه باتفاق شراكة استراتيجية متقدمة مع الاتحاد الأوروبي وُقعت في 7 نونبر 2012 والوضع الحالي مؤقت، فالمغرب من مصلحته أن يظل قريبا وحليفا للغربيبن الأوروبيين والأمريكيين أكثر من مصلحته في تحالف مع روسيا أو السعودية.
لماذا في نظركم؟
إن فرص بقاء واستقرار العلاقات بين المغرب وأوروبا وأمريكا أوفر لأنها مناطق مستقرة بينما السعودية وروسيا هي دول من المرجح أن تشهد اضطرابات في السنوات المقبلة، لا سيما أمام تراجع عائدات النفط الذي تعتمد عليه بشكل كبير، زد على ذلك أن ثمة رغبة لدى المغاربة في مزيد انفتاح ديموقراطي وتعددية، وهو أمر لا تهتم له روسيا والسعودية.
مواضيع ومقالات مشابهة